حملَتْني فَخورَةً في حَشاها = ومَضتْ تقْتَفي خُطايَ خُطاها
هدهدتني بين الذراعين تيهاً = حين ناغيتُ نبضَها التّيّاها
حِينَما غالَها الزّمانُ بِبعلٍ = كبّلتْ في هوى صِبايَ صِباها
تَنْحني التّضْحياتُ بينَ يَديْها = حينَ تَذوي في مُقْلتي مُقْلتاها
وبِرِمْشِ العَينَيْنِ تَمسحُ دمعي = وتُداوي في مُؤْقِ عيني قَذاها
كَم قرأتُ الجَمالَ في وجْنتَيْها = وتجَلّتْ مَلامِحي في رِضاها
لَيتَني مَوْطئٌ تَمُرّ عليْهِ = لو أباحَتْ لِرَغْبتي قَدَماها
أفرُشُ الدّرْبَ مِن خَيالي لِتحْيا = ذِكْرياتٌ للأمِّ لا أنْساها
فالأماني التي تعيش بنفسي = تستمد الإرواء من سقياها
والسّهادُ الذي يُؤرّق عيني = يَتَهاوى على طَلا نجْواها
وعطاءُ الحياةِ ماكانَ يُجْدي = في رخاءِ العطاءِ لولا نَداها
والعبيرُ الذي يُضمّخ عُمْري = فَضْلةٌ من عبيرِها وشَذاها
وجمالُ الحياةِ ليس بشيءٍ = لو خَبا في الحياةِ رَجْعُ صَداها
ما أنا بالغريب عنها إذا ما = غمرتني في غربتي بدُعاها
غربة النفس أن أكون بعيدا = في حياتي وذاهلا عن مداها
يا خليليّ مافخارُ القوافي = لو تباهت مزْهوّةً في سِواها ?
ليتَ شِعْري ، هَلِ الحَياةُ حَياةٌ = وحَياتي ماطَعْمُها لَوْلاها ?