أُلهمتُ من ثوب العفاف جميلا=شعراً، يشقّ إلى القلوب سبيلا
ولقد سبى منّي، فؤاديَ كلَّه=قمرٌ، أطلَّ بستره مطلولا
قمرٌ تبدّى بالحجاب، فزانه=والليلُ يُظهر حُسنَه قنديلا
قمرٌ تَضوّعَ بالحياء، فصانه=حتى تسامى في الحياة رسولا
أبُنيّةَ الإسلامِ، زيدي رفعةً=فلقد كُسيتِ من الثياب جليلا
ثمّ ارتقيت إلى المعالي سُلَّماً=ما قد رأى أحدٌ لقدرك نِيلا
وتعاظمتْ فيك الطهارةُ زينةً=فندرتِ حتى ما وجدتُ مثيلا
ولبستِ من درع العفاف مهابةً= فمُنحتِ من ربّ السماء كفيلا
هذا النصيف على محيّاك ارتمى=يَسْتأْهِلُ التكريمَ والتبجيلا
ذا تاجك الزاهي تَفاخرَ باهياً=فقد احتوى بدرَ الدجى إكليلا
فكأنَّ سِحْرَ الفجر شعَّ بنوره=حقّاً يُرنِّم صدقَه ترتيلا
فإذا حُجِبتِ عن الأنام كريمةً=فالكلُّ يرنو عقلَك المأمولا
فالسيف يُصقلُ في حجاب قرابه=والشمسُ تحجب ضوءَها المأهولا