القلم الثائر

وأعاود رغمًا عني ملء سطوري

استجلب بسمة قلمي رغما عنهُ

وأحاول فك عُبوسهْ

لكن البسمة تاهت في طرقات مدينتنا

وتعرت عن وجنات الصبح بقريتنا

وانصهرت فوق ركام مآسينا

ابحث رغم يقيني 00

عن شيءٍ دفن بأهداب النسيان

أنظر رغم ذهولي00

عن حلم وردي يسكن وادي الأشجان

                        *****

وأعاود رغما عني ملء سطوري

أعزف لحنا من أحزاني

وأعود بذاكرتي رغم حضوري

فأرى طيفا محموما يحمل أنَّاتِي

يتعثر قلمي بين سطوري

فأعود إلى قارعة الماضي

لأرى صوتا مبحوحًا

فأحاول فك رموزهْ

فإذا بالصوت ينادي:

اغلق بوابة أذنيك 00 اطو قرطاسك

                *****

وأعاود رغما عني رغم سطوري

فتصارعني زمجرة اليأس وترهقني

فإذا بالقلم الثائر مثل الجسد الهامد

اعياه الموت الصامت

وإذا بالفكر الشارد

يهوي من فوهة الحزن

وإذا بأنامل كفي جمدت مثل جمادات الكون

                *****

وأعاود رغما عني ملء سطوري

ينتفض القلم الثائر

صحوة موت

يحكي قصة إنسان

دفن يقينا 00 رغم النبض ورغم الغثيان

قتلوه يقينا

فكوا كل جزئيات فيه

سحبوا من فِيهِ الكلمة

ألقوها وسط ملفات الأرشيف

ورموه فتاتا

ليذوق أديم الأرض رُفاه المُّرةْ

" ولتحيا بلدي حرَّةْ "

                *****

وأعاود رغما عني ملء سطوري

يمتعض الحلم ويرحل

يمضي مهزوما

ويذوب بأنهار الزئبق

يوما جاء ليحمل عنا بعض مآسينا

ألفيناه على النوم يحمحم

فسقيناه دموعا ملتهبة

فارتعد وولى

وأعاد الكرة

لكن الدمعة تغشى كل دهاليز المنفى

ألفيناه على الصحو يدمدم

سألناه ليبقى 00

يحمل شيئا من أوزار القومِ 00

ينفخ فيها 00

كي تبقى جذوة نارٍ 00

تُشْعِل أعواد الثورة

وسوم: العدد 799