إلى المؤمنين الأحرار في سجن كل طاغية

إخوةَ الإيمانِ في السجنِ العنيدِ

لا   تظنوا السجنَ   قيداً للعبيدِ

إنّما  السجنُ   لمن  لبّى   النِّدا

وابتغى الجناتِ في دار الخلودِ

* * *

لا  يَضِيرُ  السجنُ   في مكْرُمَةٍ

كيفَ،والأبرارُ،مِن قبْل ارتضوهُ ؟

يوسفُ  الصّديقُ  ما   هانَ    بهِ

وكذا  "أحمدُ"   والصِّيدُ     بَلَوْهُ

* * *

اذكروا خولةَ  في الأسر وجُنْداً

مِن جنود اللهِ في ساحِ  الجهادِ

وقعوا   أسرى، فكانوا   قدوةً

لنفوسٍ   أشْعلَتْ   نارَ الزّنادِ

* * *

قَيَّدُوا    أجسادُهم،     لكنّهم

ما استطاعوا سلبَ إيمانِ القلوبِ

قد  يُسامُ   الجسمُ  ألوانَ   الأذى

وتظلُّ الروحُ في حِصْنٍ مَهيبِ

* * *

إنّما   السجنُ  مِحَكٌّ   يا أخي

وكريهُ الأمرِ يحلو    بالثباتِ

أين منهُ العيْشُ في مَعْصِيةٍ؟!

أين ضعفُ النذْلِ مِن عزم الثّقاتِ؟ 

* * *

أنتمُ الأحرارُ في  القيدِ  وإنّا

خارجَ القيدِ، بعار الذُّلِّ   أُبْنا

قد علوتم    قمّةً،  لكن هبطْنا

واديَ الهُونِ، كما الدِيدانِ صِرْنا

* * *

ليتَ  هذا الجيلَ   يُؤتى   هِمّةً

تبلُغُ  الأُفْقَ الذي  طِرتم   إليهِ

ليتهُ   يقبِس   مِن    نورِكمُ

فيرى الأمرَ الذي بين يَدَيْهِ

* * *

أنتم  ُيا مَن   حملتم    رايةً

في سبيل الله، والقومُ نيامُ

أنتمُ    الصفوةُ    مِن أُمّتِنا

أنتمُ    الأقمارُ والدنيا  ظلامُ

* * *

إنَّ ما أنتم   به مِن     كُرْبةٍ

هو بابُ الأمنِ في يومِ الحسابِ

يومَ يغشى الناسَ كرْبٌ    هائلٌ

وتَلُوذونَ    بأكنافٍ     رِحابِ

* * *

فعسى أن تكرهوا أمراً، بهِ

كُلُّ خيرٍومعَ المكروهِ   يُسْرُ

كتبَ   اللهُ   لكمْ    رِضوانَهُ

فهنيئاً    إنَّ عفوَ   اللهِ   خيرُ

* * *

وعدوُّ اللهِ   لن   ينجوَ مِن

قبضةِ الجبّار، فالأمرُ إليهِ

أنجا  فرعونُ   مِن قبضتِهِ؟!

أم طواهُ البحرُ مغضوباً عليهِ؟!

* * *

فتعالى   اللهُ    ما     أعدَلَهُ

يُمهلُ    الظالمَ،   لا  يُهْمِلُهُ

فإذا   ما   شاءَ   أن  يأخذَهُ

فأديمُ   الأرضِ لا   يحملُه

وسوم: العدد 801