بوحٌ ورثاء
إلى كل شهيد ضحى من أجل قضية عادلة....
ذبيحٌ أنت أم قلبي الذبيحُ
وتضحك ثم تتركني أنوحُ
وموتٌ قد عراك وبي حياةٌ
فمن منا عسانا المستريحُ؟
سليل بني الشهادة من زمانٍ
أبٌ يهوي وأبناءٌ تطيحُ
تجللك الدماء وشاح عز
ووجهك رغمها صلبٌ سموحُ
أقول الشعر أنثره ضجيجا
ولكن صمتك الصمتُ الفصيحُ
تهددك المنايا كل يوم
فتصرخ إنني البطلُ الجموحُ
ولم تطلب مديحي فيك لكن
يزين صحيفتي هذا المديحُ
بكم ظلت مآذننا تُدوّي
وما زالت منابرنا تصيحُ
أراها اليوم تبكي عاشقيها
ومن كانت له يوما تبوحُ
أراهم كفّنوك وكان يكفي
بياض الوجه وضّاءٌ صبوحُ
فهل ظنوا مهابتك استباحوا
وأنت لقاتليك المستبيحُ
ويا من كنت قمة تضحياتٍ
وتحسدك الأداني والسفوحُ
أيا ابن المجد عشت لنا شفاءً
وقد كثرت بدنيانا الجروحُ
لقد خلّفت أهلك بين قتلٍ
وأسرٍ واستبدَّ بهم نزوحُ
كفاك الموت أن تحيا طويلا
يغازلُ طهرك العهرُ القبيحُ
أبيتَ بأن تعيش الذل يوما
ويملك أمرك الغِر الكسيحُ
رفيق المصطفى في دار خلدٍ
وفي الفردوس يحضنك المسيحُ
لكم _فافخر _ بكل شهيد دينٍ
ترجل شامخا نسبٌ صحيحُ
ندندن حول ما قد صرت فيهِ
سواءٌ حين نأتي أو نروحُ
فأنت المستفزُّ لكل فكرٍ
وأنت لميّت الإحساس روحُ
وسوم: العدد 801