إلى أسير

أبو المنذر المشرقي

إلى الأسير قيس الغزي بروميثيوس زماننا الذي لم يقترف ذنبا إلا سرقة جذوة من نار الوعي لطلب العزة والحرية؛ وإلى جميع سجناء الحرية في وطني.

   *إلى أسير*

قعقعة العظام

والبرد والزكام

البرد والدخان والسعال

والسجن والقضبان والخريف والملال

والكبد الممزق...

بمخلب الغراب

تحمل كل ذلك العقاب

كلعنة إزاء تلك الجذوة المقدسة

إزاء تلك النار إذ سرقتَها

إزاء نار الوعي إذ أنارت الدروب

يداك يا أسير

اقترفت أنبل ما في الكون من ذنوب

يداك شعب ثائر يموج في الجنوب

يداك شط العرب الممعن في الحماس

يداك كارون به قد ذبلت ملامح الغروب

والسجن

كان خيارك النبيل

السجن

كان أحب إليك من الخنوع

ومن السجود ومن الركوع

أمام ذاك الصنم المحنط الخدوع

فالسجن كان خيارك النبيل

لكنما ذئابهم

المخبرون الخانعون

شروك يا يوسف بالدراهم المعدودة

ذئابهم تقتات من أنبائنا

تشرب من دمائنا

وتطعم الجراء من أبنائنا

وسوم: العدد 804