رتلي يا قدس آياتِ السّماء= واملئي الآفاق نورا وبهاءْ
فبأقصاكِ يؤمّ المصطفى= رُسُلَ اللهِ الكرامَ الأصفياء
جاء من مكةَ من كعبتها= يصل الرّحْمَ بأرض الأنبياء
زُفتِ الكعبةُ للأقصى وذا=قدّرُ اللهِ وقانون السّماء
إنّه وصلٌ ولافصمَ لهُ= فرباط اللهِ حقّ وقضاء
ليلة الإسرا ومعراج الرّسولْ= شهدَت آياً عظاماً وعطاء
كان فيها المصطفى ضيفاً على= ربّه الرّحمنِ هل بعدُ سناء ؟
أيّ قرْبٍ ناله من ربّهِ= لم ينله ملكٌ, أوأنبياء
يا لها من رحلةٍ قدْسية= أنست الآلام فاشتدّ الولاء
ورأى المختار فيها ما رأى= لا تماروه فإنّ الله شاء
خالق الكون دعاه ليرى= أنّ هذا الدّينَ دين الأقوياء
كيف يعيا والّذي أوحى إليه= هو ربّ الكون والشركُ هباء
أيّها المختارُ بلّغ دعوةً= لهدى النّاس إلى ربّ السّماء
دعوة الرّحمة والعزّ الفريد= دعوة الأمن وعيّش السّعداء
عدْتَ يا مختارُ مشحونَ القوى= ومشيتَ الدّرْبَ والوحيُ لواء
آمَن الأطهارُ بالدّين القويم= وغدَوا للدّين درعاً ووقاء
حملوا الدّعوة والليلُ بهيم= وظلامُ الكفر جورٌ وبلاء
طُورِدوا من عصبة الكفراللعين=عُذّبوا ظلماً فما أجدى اعتداء
بعد صبرٍ أذن اللهُ لهم= أن يلوذوا بجناب النصَراء
في سبيل الله كانت هجرة= عمّ فيها الحبّ بين الأتقياء
وجدوا أنصارَهم خير حِمىً= نزلوا فيهم نزولَ الخلَصاء
ورسول الله لبى دعوة= من إله الكون غَوْثِ الحُنفاء
هاجر المختار والله له= خيرُ حامٍ من جيوش السّفهاء
سعد الصّديق في صحبته= لرسول الله تاج الأنبياء
ورأى من نصرة الله لهُ= ما رأى ، والله خير النّصراء
إيه يا يثربُ لو حدّثتنا= عن طلوع البدر في أفق قباء
كنتَ يا مختارُ ذيّاكَ السّنا= بدّد الظلماءَ في تلك الجِواء
ثمّ عمّ النّورُ آفاق الدّنا= ورأى العالمُ نور الحنفاء
عرفوا الإسلامَ ديناً بانياً= لصروح الحقّ والعيش الرّخاء
وبهذا الدّين عزّت أمة= وبهذا الدّين كان العظماء
* * *=* * *
ثمّ ضلّ القومُ من بعدهمُ= دبّت الفتنة فيهم والوباء
ذهبت ريحهمُ حتّى غدَوا= كغثاء السّيل أو مثل الهباء
فهمُ أُسْدٌ على بعضهمُ= وأمامَ الهُودِ مثل الخنفساء
عشقوا الذّلَّ فيا ويلهمُ=غُصبت أرضهمُ دون عناء
زال ما كان لهم من همّة= صار لايعنيهمُ إلاّ الغذاء
فهمُ الأنعامُ لا عقلَ لهم=يستبيح الذّئب منها ما يشاء
همجاً صاروا ولا دينَ لهم= ثمّ أعطوا للعدا أقوى ولاء
ها هوَ الأقصى يقاسي محنة= أين أهلوهُ يلبون النداء
أيلبّي من هواهُ للعدا ؟= أيلبّي مَن يعادي الحنفاء ؟
خسئوا ليس لهم مِن همّةٍ= تمنع الأعداءَ مِن شرّ اعتداء
غيرَ أنّ اللهَ ربّى عُصْبةً= حملوا الدّعوة ظلوا الأوفياء
في سبيل الله باعوا أنفساً=رفضت ذلاّ وسِلْمَ الضّعفاء
عاهدوا اللهَ على صدّ العِدا= عن حمى الإسلام ما كان ذِماء
فانصر اللهمّ جُندَ المصطفى= واسحقِ الأعداءَ يا باني السّماء