كثيرون هم الأخيار الذين كانوا لي قدوة حسنة في الصدق والنقاء والزهد الإيجابي، أما الشيخ الجليل أبو الحسن الندوي فكان هو الأول بينهم، واسمه الشخصي "علي" رحمه الله. وشكراً لروحه الطاهرة التي أملت عليَّ هذه الأبيات بعد عقدين من رحيله.
1- أمضى الشيخ أبو الحسن رحمه الله عمره أمينا عاما لندوة العلماء في الهند.
تاج الجلال على جبينك يشرقُ=والبشر في نعمائه والرونقُ
غنّى الحمام على رواقك هاتفاً=أن "العلي" بكل فضل أليق
أنفقت عمرك للشريعة حارساً=وبك النضارة والشباب الريِّق
تطوي الليالي في بلاء مصابر=حتى كبرت وشاب منك المفرق
تغني وتقني لا كلال ولا ونى=والناس حولك مطرق ومحدِّق
وسما عطاؤك فهو أقباس الهدى=وقديمه كجديده لا يَخْلَق
* * *=* * *
تحيا لأمة أحمد متوشحاً=عقلاً كأن ذكاءه لك فيلق
من حيث جال وغيرةً محمودة=مِسْكية ريا النوافح تنشق
أبداً جوادك مسرج مستنفر=ولواؤك الميمون فيه يخفق
أما يقينك فهو قلب مرابطٍ=إن أنت تغضب أو تلين وترفق
* * *=* * *
لك في فجاج الأرض رحلة مؤمن=تهدي الضياء لحائرين تفرقوا
يدعوك مغريها فتهرع نحوه=فإذا أتيت له دعاك المشرق
الندوة(1) الغراء تعرفك الفتى=والمكتان ومن بهنَّ وجِلَّق
* * *=* * *
ومضيت في العهد الوثيق تصونه=ويَجِلُّ عند الأكرمين الموثق
ومشيت في درب الجهاد عشقته=وعلمت أن السير فيه مرهق
حتى غدوت بكل ناد زائراً=بالحق يجهر لا يلين ويشفق
وتقول ديني إنني درع له=والمفتديه وسيفه والخندق
في موكب من يوم نادى أحمد=فأتت جموع السابقين تدفق
أحببته ومشيت في غمراته=مشي الألى سمعوا فهبوا فالتقوا
من كل صوب والعزائم وقدة=والخيل تصهل والصوارم تُمْشَق
منحوه رغم الغاشيات قلوبهم=وسيوفهم لم ينكلوا أو يفرقوا
* * *=* * *
هو ركب أحرار يزينه الهدى=ورجاله الشهب التي تتألق
الشافعي عليه عقل أروع=وأبو حنيفة حَبْره المتفوق
والطاهر الأردان أحمد أمة=علم يضيء وعبرة تترقرق
وبطيبة الزهراء مالك سيد=والواردون تهيبوا وتحلقوا
وقوافل لا تنتهي ومدارس=وشيوخ فضل كالملائك تصدق
هم في ذرا الأكوان درته التي=طرفت عيون الناس وهي تحدق
أنت الذي أحببتهم وعشقتهم=والمرء حيث فؤاده يتعلق
* * *=* * *
قالوا: علي، قلت عقل سابق=بين النهى ومنارة تتألق