هنّؤوني واغبطوني واحمدوا الـلـه بجهر القول أو صمت اللسانْ
فأنا أحـيــا بـظـلٍّ وارفٍ = وأنا أحيا سعـيـداً في أمان
حقّـيَ الشّرعـيّ لا أُحـرمُـه = فـأنـا آخـذه في كلّ آن
فهو محفوظٌ فلا يغـصبـنـي = ذلك الحقّ غشومٌ ذو سنان
وبجهـدي واجـتهـادي آخـذٌ = راية السّبق وما يُملي الرّهان
ليس مَن يسطو على جائزتـي = مِن رئيس أو عتلٍّ ذي طعان
* * *=* * *
أنـقـد الحاكـم إن ضـلّ لكي = يستقيم السّير أخذاً بالعِنان
فإذا الحاكـم يـثـني خـيـله =عن مسيرٍ كان في جوّ دخان
عاملاً بالنّصح من بعد هـوًى = يشكر الله على رشْد الجَنان
من ذوي التّـقـوى وأهل الفِطَنِ = يقبل الشّورى وإن ظنّ الهوان
ليس حكم الفـرد من مذهـبه = حكْمُ فرعونَ طواهُ الحَدثان
خادم للشّعـب لا يزعـجـه = قول من قال غبيٌّ أو جبان
حـكّـمَ الإسلامَ في سيـرتـه = واقتدى بالرّسْل من غير توان
يا له من حاكـمٍ أسعـدَنـا = فذكرنا عمَرًا تاجَ الزّمان
* * *=* * *
يا له من حُلـُمٍ عـشتُ به = غسَقَ الليل بروضات الجِنان
وأفـقـتُ من رؤًى وا أسَفا = ذقت فيها الشّهدَ من زهر الأمان
وإذا الحاكـم في أمـتـنـا = ينشر الموت بسمّ الأفـعـوان
* * *=* * *
فمتى تأتي يدُ الحـقّ الّتي = تحطم الرّأسَ وتلغي الطّيلسان؟
إيهِ يا شعـبأً له أمـجـاده = أفـتـبقـى راضياً قيدَ الهوان ؟
أفـتـبقَـون قـطيعـاً غافلاً = ويدُ الظُلاّمِ تودي بالكِـيـان ؟
انظروا تونسَ في ثورتهـا = هرب الظّالـمُ منها بهـوان
إن أردتم عـزّةً في عيشكـم = فهلُمّـوا أشعـلـوها بُرُكـان
وثـقـوا أنّ الإلـه معـكـم = ينصر المظلـوم في كلّ زمان
فانصروه كي تنالوا نصـرَه = ليس إلاّه نـصيـرٌ يُستعـان
فهو جبّـارٌ عزيـزٌ قاهـرٌ = قال للعالَـم كن فالخلـقُ كان
وسبيل الـلـه منجـاةٌ لكم = وكتاب الـلـه دربٌ للأمـان