للأوفياءِ الحِرزُ في الزلزالِ= يُرجَى لهم من ربِّنا المتعالي
آذاهُمُ الحقدُ الدفينُ : قناتُه= لمَّا تزلْ بصدورِ ركبٍ غالِ
وافى المرابعَ عيدُهم ، فمن الجنى= همٌّ ثقيلٌ لم يَدُرْ في البالِ
قالوا : غدا عيدٌ ، فقلتُ ومهجتي= كلمى . يطيبُ العيدُ للأطفالِ !
لكنْ ملاعبُهم تفيضُ بأدمعٍ= ودمٍ ورعبٍ من صدى الإعوالِ
ومن العقيلات اللواتي راعهُنَّ ...= ... خميسُ شرٍّ جاءَ بالأهوالِ
في سجنِ طاغيةٍ ، ومعتقلٍ به= من خيرةِ الأبرارِ في الأجيالِ
والعيدُ أفراحٌ لأمتِنا بما= أعطى الهُدى من نعمةٍ ونوالِ
والعيدُ يفرشُ للقلوبِ مسرَّةً= لوضاءةٍ في صبحِه وجمالِ
لبسَ الجديدَ بيومِه أطفالُنا= واحسرتاهُ على الجديدِ التالي !
وتزاور الأرحامٍ في أفيائِه= أزمانَ يستذرون بالإفضالِ !
ياعيدُ وجهُك مشرقٌ في عالَمٍ= فيه نكابدُ وطأةَ الأغلالِ
والناسُ أشغلَهُم هنا إدمانُهم= آهٍ ... على الآهاتِ والأنكالِ
في كل بيتٍ مأتمٌ ومناحةٌ= لم ترتحلْ في الصبحِ والآصالِ
ياعيدُ : كيف تُجدَّدُ الأفراحُ في= قومي وهم في ليلِ سوءِ الحالِ ؟!
أجريتُ فيك مشاعري كمدامعي= حرَّى تبثُّ الحزنَ في أقوالي
لكنْ إذا زالَ العفاءُ ، وأورقتْ= أدواحُنا باليُمنِ والآمالِ
وتبدَّدَ الليلُ الطويلُ ، وأمَّتي ...= ... انتفضتْ وسارَ الخيرُ في أرتالِ
ولمجدِها نادى المنادي ، فانثنى= عهدُ الخنوعِ ، وجاءَ بالأبطالِ
فبوُسعِ مَن خان الأمانةَ أن يرى= ماكان للإسلامِ من إجلالِ
ويرى قتارَ العارِ يغشى أمَّةُ= من هولِ ماذاقت من الأهوالِ
هي أمَّتي اغتيلتْ بليلٍ مظلمٍ= بفسادِ سيرةِ مرجفٍ محتالِ
فلقد طوتْ قدراتِها أكذوبةٌ= من صنعِ كيدِ الخائن الدَّجَّالِ
والعيدُ كشَّرَ رغمَ بِشْرِ شموخِه= وبهاءِ طلعتِه مدى الآجالِ
والمشرفيُّ ذوى سناهُ ، وحدُّه= واهٍ به صدأٌ من الإهمالِ
فتداعت الأممُ التي تخشى إذا= هبَّتْ كتائبُ جندِه الأنجالِ
سملوا عيونَ المبصرين ، وأبعدوا= أهلَ الصَّلاحِ عن الطريقِ العالي
وتكاثرَ الخُذَّالُ من أهلِ الهوى= بئس الهوى المذمومُ في الخُذَّالِ
كنَّا إذا ما أقبلتْ أعيادُنا= في طيبِ إيناسٍ ، وطيبِ وِصالِ
نرنو إلى الرحماتِ تغشانا وقد= جادَ الكريمُ هناك بالإفضالِ
ولأنها الآمالُ ما انصرمتْ ولم= تجفلْ عزائمُنا عن استهلالِ
قد آثرتْ خوضَ المعامعِ بكرةً = وعشيَّةً لم ترضَ بالإذلالِ
ستعودُ بالقيمِ الرفيعةِ أُمَّةٌ= بيدِ الكميِّ ، ووثبةِ الرئبالِ
وبعودة التوحيدِ لن يبقى الدُّجى= يُرخي ستائرَه على الأجيالِ
يطوي المؤامرةَ الدنيئةَ نورُه= وبه نردُّ قيادةَ الأنذالِ
فسينطوي صلفُ الطغاةِ ، وجورُهم= ويُداسُ حكمُ ضلالةٍ ونكالِ
يُروى الظماءُ من الرَّواءِ ، وإنَّما= للنَّكسِ مُرُّ تَصَحُّرٍ و وبالِ
فلكلِّ طاغوتٍ بغى يومٌ به= يهوي به من كِبرِه المتعالي
هيهاتَ يفلتُ من عقابِ فجيعةٍ= جاءتْه من ذي العرشِ والإجلالِ
لم يرتغبْ إلا لشهوةِ نفسِه= في الظلمِ والإفسادِ والإخلالِ
هي بيئةُ السفهاءِ أملقَ وجهُهُم= فعليه قُبحُ مهانةٍ وكلالِ
ومن الصدودِ عن الشريعةِ والهدى= والحربِ دونَ الحكمِ والأموالِ
هو شؤمُ أهلِ الكفرِفي أممٍ بدتْ= تختالُ في إفرندِها المتلالي
لكنَّه وهمٌ ، ومحضُ ضلالةٍ= قد ذُمَّ في الإدبار والإقبالِ
أمُّ النوازلِ فرَّختْ ، فلقد أتاها ...= ... اليومَ شؤمُ هوى الخدين الغالي !
عدَّدْتُها من قبلُ أوجاعًا عدتْ= بِيَدَيْ مخاتِلهم ، ولؤمِ فِعالِ
ومن الكروبِ أتتْ بها أنيابُهم= فدمٌ يسيلٌ ليمنةٍ وشمالِ !
والكون ماعادت على آفاقِه= تُتلى معالمُ سورةِ الأنفالِ !
والصَّافناتُ الضُّمرُ أقعدها العنا= فاستوحشتْ ثكلى بغير نزالِ !
والصِّيدُ ، أين الصِّيدُ أجنادُ الهدى= ونفيرُ أبرارٍ ، وصوتُ بلالِ !
ومباهجُ العيدين مازجها الأسى= في الحلِّ أخوى البِشرُ والتَّرحالِ
*** = ***
طابَ احتفاءُ المسلمين محبَّةً=بالعيدِ عيدِ القومِ ذي الإفضالِ
حيَّتْكَ أربُعُنا ضحى وهي التي= ستعودُ بالأمجادِ والآمال
أهلا صباحَ العيدِ في مغنى الهدى= تلقاكَ فيه فُتُوَّةُ الأشبالِ
بالسيرةِ الحسناءِ ها قد أسفرت= جنباتُه عن رائعِ الإهلالِ
بالدينِ كانتْ للبلادِ حضارةٌ= وتقدُّمٌ لم يُبقِ من إهمالِ
في زهوِه اجتمعتْ مواكبُ فتيةٍ= يرنون للأسمى وطيب الحالِ
وبشرعةِ الإسلامِ تنهضُ أمَّةٌ= وبحبِّه للجِدِّ في الأعمالِ
يرعاه ربُّ العرشِ في دنيا الورى= وفِداهُ ما لشعوبه من غالِ
فهو الحفيُّ بحالنا وهو الذي= يهدي إلى العليا خطى الأجيالِ
هذي الليالي الشاهداتُ ، ففضلُه= هيهاتَ يُحصَى في المقامِ العالي
أحيا بأفئدةِ الشبابِ عزيمةً= في طيبِ إيمانٍ ، وحُسنِ خِلالِ
وحباهُمُ برعايةٍ مشهودةٍ= تنأى بهم عن موطنِ الجُهَّالِ
طوبى لهم في ظلِّ رحمته التي= جاءتْ ترفُّ بأكرمِ استهلالِ
فاسترشدوا في ظلها وتواثبوا= بالفعلِ لا ببهارجِ الأٌقوالِ
هم يفرحون وعيدُهم لمَّا يزلْ= زمنُ السعيدِ الحرِّ غيرَ مُوالِ
يأسى على سيلِ الدماءِ تفجَّرتْ= من صدرِه المشبوبِ بالأهوالِ
لكنْ أتى والعيد يزهرُ حقلُها= فاخضرَّ وجهُ ربيعِه المتلالي
وتحفَّزتْ هممُ الشبابِ لنُقلةٍ= نوعيةٍ في القولِ والأفعالِ
يرجون للناسِ الذين استُعبِدوا= وجهَ الفلاحِ وهمَّةَ الأبطالِ
فالحمدُ للهِ الذي آتى البنينَ ...=... لذيذَ شَهدِ أطايبِ السلسالِ
=
يجزي الإلهُ شبابَنا من فضله= فوزًا لهم بجنائن الرضوانِ
باسم الشبابِ يصونُهم طولَ المدى= نورُ الحنيفِ فليسَ من إخلالِ
نسجوا برودَ المجدِ : زينتُهم بها= نِعْمَ النسيجُ بأجملِ المنوالِ
في كل ناحيةٍ مواكبُ أقبلتْ= للعيدِ في الضَّحواتِ والآصالِ
لهُمُ المثاني إذ تُسدِّدُ خطوَهم= أنعمْ بخطوٍ في كريمِ فِعالِ
للأهلِ للأرحامِ للأحبابِ إذ= أضحى وفاءُ الناسِ في إقبالِ
طوبى لأُمتنا بما في شرعِها= من رحمةٍ و مودةٍ ونوالِ
طوبى لها بتواصلٍ وتكافُلٍ= حتى غدتْ من مضرب الأمثالِ
أهلا بعيدٍ مقمرٍ في ليلنا= ونهارِنا المستبشرِ المفضالِ
ها قد أتى كالودقِ يجلو جفوةً= لم يُبقِها بسحابِه الهطَّالِ
في وجهه النَّضرِ الجميلِ وسامةٌ= تغشى وجوهَ الناسِ بالإفضالِ
وافى بريِّقِه ، وجاءَ بأُنسِه= ورجاؤُنا باللهِ ، نعمَ الوالي
هيهات ! قلناها، وكم قالوا لنا= سيكونُ دينُ اللهِ كالأطلالِ
فابكوا لبانتَكم هنالك إنها= رجعيَّةٌ ماتتْ بلا إطلالِ
هيهات ! مازلنا نردِّدُ : إنَّكم= عميٌ ، فبئسَ الرِّفدُ من جُهَّالِ
هيهاتَ ! نمَّ عليكُمُ وهجُ الضُّحى= والشَّمسُ لن يُمحَى سناها الحالي
هي شرعةُ الإسلامِ باقية وكم= قد هُدَّ من صنمٍ ومن تمثالِ
إيمانُنا باللهِ بدَّدّ بأسَكم= والكفرُ تاهَ ، وإنَّه لِزوالِ
مهما تآمرتم ، ومارى غيُّكم= فالبهرجُ المذمومُ لهوٌ بالِ
منَّا الأغرُّ : شبابُنا أو شيبُنا= ومن المطايا صهوةُ الأبطالِ
وغدأ ترون بساحنا إدبارَكم= وترون منَّا صبوةَ الإقبالِ
هيهات يثنينا تَوَقُّدُ حقدِكم= فالصبرُ شيمتُنا ، وحُسنُ الفالِ
والمكرُ يودي بالأثيمِ وبالذي=عادى الهدى بالكيدِ والإضلالِ
يبقى وإن وضعَ النياشينَ التي=تومي لزورِ تَعَنُّتٍ وضلالِ :
في عارِ غفلتِه وفي مستنقعٍ=قذرٍ وقد أغناهُ بالأسمالِ
ياعيد : عفوك لم نزلْ بقيودِنا=والقيدُ يُحكَمُ بعدُ بالأقفالِ
لاترتحلْ إلا وتحملُ همَّنا=ولديك سِفْرُ الضَّيمِ لاستدلالِ
شكوى إلى الديانِ تسعفُ حالنا=وتعيدُ أُمَّتَنا لمجدٍ عالِ
وتردُّ كيدَ المعتدينَ فإنَّهم=قد أثقلونا اليومَ بالأحمالِ
إنا نراها غارةً غيبيَّةً=يطوي سناها حيرةَ والخُذَّالِ
تجلو دموعَ اليُتْمِ أجراها الأسى= فوقَ الخدودِ سخينةَ التَّهطالِ
الله لم نعلمْ سواكَ ولم نجد=إلاَّكَ في الشِّدَّاتِ والأهوالِ