قصَّة حبٍّ خلَّدها التَّاريخ
هي قصَّة الأمير الأندلسيِّ المعتمد بن عبَّاد واعتماد الرُّمَيْكيَّة
قصَّة الحبِّ الَّتي ليست تُرَدْ فاستمعْ فيها لما كان وَرَدْ
هو في النَّعت أميرٌ شاعرٌ وذكيٌّ نابِهٌ حاز الرَّشَدْ
كان يَمشي قربَ بحرٍ مائجٍ قال شطرًا طالبًا في الشِّعر رَدْ
"نسجَ الرِّيحُ على الماءِ زَرَدْ" وإذا صَوْتٌ رخيمٌ قد أمَدْ
قال: يا هذا إليْكَ المبتغى "أيُّ درعٍ لقتالٍ لوْ جَمَدْ"
وإذا هَيْفاءُ فيها رقَّةٌ كمُلَتْ حسنًا وأعطافًا وقدْ
أصبح القلبُ أسيرًا عندها قد هَمى الحبُّ وما للحبِّ صَدْ
كان قلبًا خاليًا لكنَّه كان كالظَّمآنِ يستجدي المَدَدْ
فالتقتْ روحٌ بروحٍ أُغرِمَتْ والتقى في العشق قلبٌ وجَسَدْ
مزجَ الطِّينَ بمِسكٍ فمشت دونما نعْلٍ ولم يِفعَلْ أحَدْ
ذاك يَوْمُ الطِّينِ أضحى مَثَلًا هل رأيْتَ الطِّينَ بالمِسكِ يُمَدْ؟
لكنِ الأيَّامُ لا تبقى على حالةٍ كمْ أتعسَ الإنسانَ جَدْ
صار في السِّجنِ وحيدًا بائسًا ليْس يدري أمْسِ من يَوْمٍ وَغدْ
حلَّ في أغماتَ يَفريهِ الأسى وبُنيَّاتٌ له ذُقنَ الكَمَدْ
وهي تذرو الدَّمْعَ ما جفَّت لها دمعةٌ سالتْ ونامتْ فوْق خدّْ
تنسج الغزلَ فوا حَسرَتَها وتبيعُ الصُّوفَ كيْ تلقى السَّنَدْ
لا يَدومُ السَّعدُ للإنسانِ بلْ قد يؤولُ السَّعدُ في الخصمِ الألَدّْ
لكنِ القصَّةُ فيها عِبْرةٌ وسيبقى الحبُّ فينا للأبَدْ
وبهِ دَفقٌ من الإخلاص قد ضمَّ قلبيْنِ كمِسكٍ أو كنَدْ (1)
فاذكرَنْ فيه اعتمادًا واذكرَنْ فيه الأميرَ المستهامَ المُعتمدْ
(1) النَّد: البخور.
وسوم: العدد 826