أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل فصلى عليه الرسولُ وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ».
1-المسبوت: المغشي عليه. الميت
2-مبهوت: باطل
3-المأموتُ: المؤقت
4-الكبريت: مادّة معدِنيّة شديدة الاشتعال. من الحجارة التي يوقد بها.
5-هزيع: جزء من الليل.
طار الفتى وجناحه الياقوت =لله درك أيها المسبوتُ (1)
من ألهم المقدامَ صولةَ جعفرٍ=حتى تَكَنَّى باسمه الساروتُ
أنذرتنا اللهم من سحرِ الألى=سحروا الأنامَ و سحرُهمْ مبهوتُ(2)
ما ضرَّنا سِحْرٌ وما أغوى بنا=ما علَّمَ الهاروتُ و الماروتُ
لكنَّ سحره في مآتمِ وجدنا=تُفْشِيهِ منه جسارةٌ وثبوتُ
يا أيها الغطريف في تابوته=عمَّ الأسى إن يُحْمَلِ التابوتُ
قُتِلَ الفتى يا ليت شعري لم يزل=متضرعاً أن يُقْتلَ الجالوتُ
رحماك ربي خلْتُهُ الحصنَ الذي=يحيا فيحيا بالهدى طالوتُ
إن لم أكنْ في حكمِ شرعك ظالماً=فالأمرُ أمرُكَ: ما رضيتَ رضيتُ
والناس في هذي الحياة طرائقٌ=مَنْ عَيشُهُ الباقي أو المأموتُ (3)
شتان بين منافحٍ عن سُؤْددٍ=والعبدِ يُصليهِ الوغى طاغوتُ
والناسُ في سعيِ الحياة مُقَرَّبٌ=لِجَنانِنا ومخاصِمٌ ممقوتُ
صلى الإله على الألى قد علَّموا=والنملُ صلَّى في الدجى والحوتُ
إن كان ذا أجرَ المعلمِ حكمةً=أكرِمْ بمنْ يفدي لها ويموتُ
ناحت دمشق فنوَّحَتْ مَنْ حولها=أفلا تحدَّرَ دَمْعُها بيروتُ
ساروتُ كبريتٌ لثورةِ أمَّةٍ=والنارُ يُضرِمُ سُعْرَها الكبريتُ (4)
ياربِّ أكرم شِيبَها وشبابَها=فَهَزيعُهمْ تَضَرُّعٌ وقنوتُ (5)