﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]
دعوتك ما سئمت وما قنطتُ=وصاحبني دعائي حيث كنتُ
دعائي فرحة ضاف مداها=يظلل دوحتي أنى اتجهت
لقد سكن الدعاء دمي وعظمي=وصار نجيَّ أشواقي وصرت
له خدناً وصرنا فيض نعمى=ومشكاة بها نور وزيت
* * *=* * *
وإني المرء أدعو إن أصبت=وأدعو إن وهنت وإن أسأت
وأدعو بين أصحابي وأهلي=وأدعو إن نأيت وإن خلوت
وقد يجري الدعاء على لساني=كشحرور وقد يغشاه صمت
* * *=* * *
إذا ضلت خطاي وفُلَّ عزمي=وإن فَرَّطت يوماً أو أثمت
وإن لاحت عِقاب في حياتي=وإن خان القريب ومن أعنت
وصار الحزن أكواباً دهاقاً=وأشواكاً لها وخز وبغت
لجأت إلى الدعاء فكان عوني=وكان السيفَ يبرق وهو صلت
فأسعفني وكان أخاً صدوقاً=يقول لك الأمان فقد أجرت
فعدت مظفراً فرحي رحيب=وولَّت حسرة عني ومقت
كأني بلبل غرد بروض=يباكره الهتون وقد عزفت
أناشيدَ الرضا تعلو فأعلو=لأجتاز العِقاب وقد طربت
وقلبي مثل عقلي مثل جسمي=خيول صافنات حيث رحت
وروحي طلقة ريّا وجذلى=كأني ما أثمت وما تعبت
* * *=* * *
وأدمنت الدعاء ولي يقين=بأني بالجواد البر عذت
قصدت رحابه فإذا جنان=حسان باسمات فابتسمت
وقلت لعل لي فيها مفازاً=فقال اللَّه يا عبدي استجبت