أرقت كثيراً، ومللت من الفندق، فخرجت أمشي في الشارع الهادئ النظيف الذي يقع فيه، تحت الرذاذ الذي ينعش النفس ويغسل الأشياء، ثم جاء أذان الفجر من مسجد مجاور ليغسل الأرواح، فكانت فرحتي مضاعفة.
إذا أقصيتني فبمن أكونُ=ومن أرجو سواك وأستعينُ
حياتي قد مضت كراً وفراً=وأخطاء تجل وقد تهون
ويوم مسرف وأخوه عف=وأفراح تلاحقها شجون
ويخذلني التغافل والتصابي=وعقبى ذاك أيام تشين
وأجترح المعاصي وهي سم=بأكواب تبرقعها الفتون
وشيبي منذري ولمَ التمادي=وقد لاحت على القرب المنون
ودنيا المرء حسناء ولكن=إذا زل اللثام فحيزبون
عساي عرفتها ونجوت منها=ونادتني الحقائق لا الظنون
فجئت لها ويسبقني يقين=ولذت بها ويحفظني يقين
أسافر نحو آمال حسان=وقلبي من يراها لا العيون
* * *=* * *
أيا رباه كن عوني فإني=سجين بين آثامي رهين
رجائي فيك أمداء فساح=تزيد وتستزيد وتستبين
به فرحي وشوقي وانطلاقي=وكلٌّ في مساحبه أرون
وأخطائي ثقال لا أماري=وأهوائي إذا عصفت حرون
وبعض العفو منك أجل منها=وأنت بما أرجِّيه قمين
* * *=* * *
وعلَّقت الرجاء على جواد=فعدت وفي يدي الكنز الثمين
فحبل الناس مهما كان رث=وحبل اللَّه والتقوى متين