الوعد العظيم !
حَظيتَ بوَعدٍ ، ستُعطَى، فتَرضَى
فهلْ يَقبلُ الوَعدُ نَفياً ونَقضا !؟
وهَيهات.. كيفَ، ووَعدُ الإلهِ
هوَ الحقُّ ، والجِدُّ، والصِدقُ مَحضا !؟
حَظيتَ بِما لمْ يَنلهُ سِواكَ
وقدْ نالَ بعضٌ ، مِن الفَضلِ، بَعضا
حَظيتَ ؛ فأنتَ ضياءُ القلوبِ
تُنيرُ فؤاداً، وتُؤنِسُ نَبْضا
نَبيٌّ عظيمٌ ، لرَبٍّ عظيمٍ
ووَعدٌ عظيمٌ ، إلى العِزّ أفضَى
فحُبُّ النَبيِّ، كحُبِّ الإله؛
على المُؤمنينَ، تنَزَّلَ فَرضا
فلا حُبُّ أهلٍ ، ولا حُبُّ نَفْسٍ
يُساويهِ ..! أنّى!؟ سيُرفَضُ رَفضا
(لِماذا) تداعتْ ، و(ماذا) تَهاوَتْ
إزاءَ قَضاءٍ ، مِن الله ، يُقضَى
فلا ( قَطّ) تُجدي ، ولا(عَوْضُ) تُغْني
لقد ذوَّبَ الحُبُّ (قَطّاً) و(عَوْضا)
وذابَ الزمانُ ، وغابَ المَكانُ
بِنُورٍ أضاءَ سَماءً وأرضا
فما سابحٌ ، في سَماءِ الخَيالِ
ولوْ حَثّ ، للسَبْق ، صَقراً، وأنضَى
بمُدرِكِ أدنَى ظِلالِ النَبيّ
ولوْ صالَ ، في الكَونِ ، طُولاً وعَرضا
*
فإنْ مَلأ الشُؤمُ قلباً شقيّاً
ضلالاً وكِبْراً، ولُؤماً وبُغضا
فهَبَّ ، كَوَحشٍ شَديدِ السُعارِ
يُمزّق طِفلاً ، ويَهتِكُ عِرضا
فنُورُ النبُوّةِ فيهِ الدَواءُ
وما صَدَّ ، عن شَرِّ هذا، وأغضَى
فبِالحَزْم يَخضَعُ رأسُ العُتُلِّ
وتُنفضُ عنه ، الغِوايَة نَفضا
فشأنُ العِبادِ بأمْرِ الإلهِ
نعيماً وبُؤساً، ورَفعاً وخَفضا
ولو قاد غيرُ الإله الحكيم
أمورَ الوجود ، لأصبح فوضى
*
نَبيُّ الإلهِ ، نَبيُّ الحَياةِ
نبيُّ القلوبِ ، صِحاحاً ومَرضى
فما صَحَّ مِنها ، انتَشَى بالضِياءِ
وما اعتلَّ يَسْري ، له ، النُورُ وَمْضا
ومَنْ عاشَ ، بَعدَ الهُدَى، في الضَلالِ
فما نالَ إلاًّ شقاءً مُمِضّا
فلا زُبدَ يُرجى من الماء ، حتّى
لو استنزف البَحرَ: خضّاً ومَخضا
وسوم: العدد 833