***********
جدّكم السعيد بكم والدّاعي لكم بكل خير( أبو محمّد صالح محمّد جرّار)
هذي الطّفولة في أزكى مغانيها=انْعمْ بها وتذكّر فضل باريها
هذي الطّفولة من نعمى الإله على=أهل الحياة ،فهل ذاقوا زواكيها؟
لا طِيبَ للعيش إن تُحرَمْ نسائمَها=فطيبُ عيشكَ أن تبقى تساقيها
فاسأل بها مَن حباهُ اللهُ روضتَها= وعاش في ظلّها يشدو أغانيها
فإنّها جنّة الدّنيا وزينتها= أجْمِلْ بها جنّةً ، والله يحميها
* * *=* * *
ذقتُ النّعيمَ بها، والوُلْدُ كوثرُها=وكم نهلتُ فراتاً من غواديها
محمّدٌ ثمّ نسرينٌ ، ومسكُهما= إسلامُنا، وهمُ للرّوح شاديها
ثمّ ازدهتْ جنّةُ الأطفال بعدَهمُ= بمَن أعادوا لها عهد السّنا فيها
فوُلْدُ أولادنا صاروا أزاهرَها= فذا الحفيدُ مُعيدٌ عطرَ ماضيها
هذي رجاءٌ وتاج العلم زينتُها= كذا السّكينةُ والأخلاقُ عاليها
وللوقار جمالٌ ليس يشبهُهُ= إلا جمالٌ لحور الخُلْد يُجْليها
وصالحٌ ،يوسفُ الصّدّيقُ يغبطُهُ= إذ ردّ كيدَ الغواني كيدُ باريها
وفي العيون بريقٌ نمّ عن فِطَنٍ= كما ينمُّ عن الرّوضات شاديها
أمّا النّشاطُ فحدّثْ عن عواصفه=فليس يحميك منها درعُ واقيها
* * *=* * *
وكيف بيسانُ أنساها , وقد خفقتْ = أعراقُ قلبيَ : بيسانٌ أُفَدّيها
فقد سقيتِ , أيا بيسانُ جدَّكمُ= كؤوسَ راحٍ , فهل ينسى زواكيها ؟!!
* * *=* * *
إنّي أعيش أُويقاتاً مؤَرّجَةً=ندعو الإله – تعالى – أن يُنَمّيها
لا شيءَ أعذبُ من لعبي ومن مرحي= معَ الطّفولة ، والنّشوى تناغيها
فكم سُقِيتُ كؤوساً من منابعها = حتّى ثملتُ ، وداءُ الكأسِ ساقيها
فما كففت عن السُّقيا ولذّتها=وكيف ذاك وعرق القلب يبغيها ؟
فصرتُ طفلاً بعمرالشّيخ في مرحي = مع الطّفولة ، أجري في مغانيها
أجمِلْ بأيامنا ، والطّفلُ يَنفَحُنا=بذا العبير ، فمَن منّا يُجافيها؟
* * *=* * *
فهل نرى لك يا إسلامُ روضَ شذاً =والوُرْقُ تُنشدُنا أحلى أغانيها؟
عسى يكون قريباً ما نؤَمّلُّهُ =والعينُ تبصرُ يوماً مَن يداويها
هذا الدّعاءُ أيا ربّي دعاءُ أسىً =فهل تَرُّدُّ إلى الأحضان غاليها؟