لي صديق ذكرت قصته سابقاً أراد المحقق أن ينتزع مني اعترافا ضده بالتنظيم فأبيت كما أن الشباب الذين زاروني يوم عيد ورفع المخبر بهم تقريراً إلى الفرع وتم اعتقالهم فكتبت لهم هذه القصيدة:
صديقي لا تمزقني عتاباً=فجرحي ضج عمقاً والتهاباً
وآلمني المصاب فرحت أشكو=لربي ثم أحتسب المصابا
كأني حين أذكركم وأخلو=بنفسي يفقد العقل الصوابا
فأسكن تارةً وأهيج أخرى=وأحيا نهبٍ حزنٍ واكتئابا
ألحواجا هدين وما استطاعوا=محاولةً وقهراً واغتصابا
لأنطق ما يروق لهم فخابوا=وتعلم كيف أطلقت الجوابا
حديث السجن مرٌ ذو شجونٍ=وكيف وقد تجشمت الصعابا
سنون خمسةٌ مرت علينا=بتدمر والفروع مضت عذابا
ولما في سبيل الله كانت=فطعم السوط لذلنا وطابا
ولكن الذي يكوي فؤادي=ويركز في السويداء الحرابا
شبابٌ زارني في يوم عيدٍ=أجهم وكانوا لي صحابا
وصحبتنا ببيت الله كانت=وأكرم فيها عزاً وانتسابا
رآهم مخبر فعدا عليهم=بتقرير وخط بهم كتابا
وبلغها لهم في الفرع نذل=نميم لا يبالي أن يعابا
وقلت له أجبني دون لبس=لماذا قد وشيت على الشبابا
فأطرق رأسه ذلاً وخنعاً=ويرجو الله غفراً والمتابا
وقد تم اعتقالهم بليلٍ=ونجم الليل غار دجى وغابا
وما وصلوا لمبنى الفرع إلا=وضوء الفجر يقترب اقترابا
ونظمهم بساط الريح قسراً=وكم قد نظم الكرسي شبابا
أبو سيف(1) وكان لهم حذاءً=وكلباً خائناً حرس الذئابا
ونبهان(2) حمارهم بحقٍ=وكم شدوا على الظهر الركابا
ويا عدنان عاصي سوف يأتي=ضحى يومٍ نوفيك الحسابا