تداولت وسائل الإعلام أمس خبر الطفل المقدسي الصغير ذي خمس السنوات (محمد ربيع عليان) الذي استدعته سلطات الاحتلال الصهيوني للتحقيق معه بتهمة رمي مركبات الاحتلال بالحجارة خلال اقتحامها بلدة العيسويَّة في القدس المحتلَّة، فكانت هذه الأبيات عفو الخاطر:
إذا سألوكَ يا هذا الصَّغيرُ=فقلْ لهمُ ألا إنِّي كبيرُ
كبيرٌ في شعوري واعتقادي=بأنَّ القدسَ مَسجدُها طَهورُ
كبيرٌ في طموحي واعتدادي=بأنَّ النَّصرَ للأقصى يَصيرُ
كبيرٌ قد فُطِمْتُ على هَواها=وأرضعَني الهوى ثديٌ غزيرُ
أنا ابْنُ الخمسِ لمْ أقرأْ كتابًا=كتابي فيه تتَّضحُ الأمورُ
بأنِّي ههنا أهْلي وأرضي=تغرِّدُ في مَرابعها الطُّيورُ
أنا لمْ أنظِمِ الأوطانَ شِعرًا=ولكنِّي بحقِّي أستنيرُ
أنا ابْنُ القدسِ معروفٌ طريقي=إلى تحريرِها إنِّي أسيرُ
أنا ابْنُ القدسِ لن أرضى بنذلٍ=يُدنِّسُ طُهرَها وبها يَجورُ
أنا ابْنُ القدسِ يَحفِزني وفاءٌ=لأرضي فالفؤادُ بها أسيرُ
أنا ابْنُ القدسِ وردةُ كلِّ حيٍّ=من الأحياءِ فاحَ بها العبيرُ
وإنَّ القدسَ تسري في دِمائي=ولا تغفو المَحبَّةُ والشُّعورُ
لنا التَّاريخُ فيها والأماني=لنا الأجدادُ والمَجدُ الخطيرُ
تجَذَّرْنا هنا من ألفِ ألفٍ=من الأعوامِ تَشهَدُنا الدُّهورُ
فنحن هنا جُذورُ الأرضِ مُدَّتْ=إلى الأعماقِ إنْ مُدَّتْ جذورُ
وأنتمْ غاصبون ولنْ تظلُّوا=ولنْ يبقى على أرضي حقيرُ
وأنتمْ لم تكونوا في ثراها=سوى دودٍ على قبحٍ يَسيرُ
سَلوني يأتِكُمْ منِّي جوابٌ=فصيحٌ تزدهي فيه السُّطورُ
نعَمْ ألقيْتُ نحوَكُمُ حجارًا=وسوف تؤولُ صاروخًا يَطيرُ
وسوف تحورُ رشَّاشًا ثقيلًا=سيحصِدكمْ إذا حانَ النَّفيرُ
بأظفاري سأقتلعُ الأعادي=بأسناني إذا عَزَّ النَّصيرُ
لأنِّي أمْقتُ المُحتلَّ أرضي=وسَوْف إلى قتالِكُمُ أصيرُ
"إذا بلغ الرَّضيعُ لنا فطامًا"=فسَوْف يَنالكُمْ منه السَّعيرُ
مَلأنا الأرضَ أطفالًا رجالًا= وكلٌّ منهمُ بَطلٌ صغيرُ