ذِكْرُ الحِمَى رِكْزُ الحنين عذابي = و ربيعُ ذاكرتي و فقدُ صوابي
و شرودُ روحي ، و انتهابُ مشاعري = و لَهَاثُ قلبي، واحتراقُ خُضابي
بينا أكونُ مع الأحبَّةِ ساهباً = يَأتي التَّذكُّرُ كي يُثيرَ لُبابي
و ممزِّقاً حُجُبي ، مُهيجاً أضلُعي = و معاوراً روحي بنارِ عِتابِ
ياللمحيَّا إن تبدَّى سافِراً = طََللاً يُؤانسُ غُربتي و غيابي
يا ما أُحيلى رسمَهُ بمشاعري = يالَهفَ نفسي موطني و رِحابي
ليجسِّدَ الأطلالَ أرواحاً لها = وجهٌ يُسائلني يُحِيرُ جوابي
و تُضمِّدَ الخلجاتِ راحاتٌ له = كيما تُواسي شيبتي و شبابي
تلكَ الشآمُ سنامُ كلِّ حضارةٍ = فيها الأًصالةُ هامُها لِسَحَابِ
و مرابِعُ الأبدالِِ ، أرضٌ بُوركت = مهدُ الرِّسالةِِِ ، سِفْرُها بِكتابِ
إمّا سألتَ فلا تُعَنِّي مُهجتي = فالجمرُ ملءُ الصَّدرِ وَقْدُ شِهَابِ
بردى هنالكَ قلبُها و نَضَارُها =هاجت هواهُ بسلسبيلِ رُضابِ
و الغوطتان على جناحيْ جِلَّّقٌ = بُسُطُ الجِنان بأنفس الأطياب
و الباذخُ العِرنينُ شامةُ خَدِّها = رمزُ الشُّموخِ وماردٌ بِصعابِ
إِمَّا نظرتَ ترى ُأمَيَّةََ عِزَّةًً = و العزَّةََ القعساءَ بالمحرابِ
و المجدُ فيها فوق آفاق العلا = فهنا دمشقُ بعزمها الوثَّابِ
و القاسَيُونُ مشمراً عن زِنْدِهِ = يحمي الحمى ببوارقٍ و حِرابِ
و العادياتُ الضَّابحاتُ بأرضها = أرضِ الرِّباط إلى قيامِ حساب
فمعالمُ التَّاريخ فيها سُطِّرت = هي شامةُ البلدان عِزُّ جَنَابِ
تلكَ الديارُ و ما أُحَيْلى وصلَها = وطنُ الجمال بسحرها الخَلاّبِ
يا بهجةَ العينين، يا مَهْوى الورى =يا جنّةَ الدُّنيا مع الأحبابِ
يا حسنَها الجنَّات، مخملُ أرضها = يسري الهوى من مُهجتي لإهابي
و الياسمينُ كأنَّما نعتٌ لها =و الفلُّ أطواقٌ بنحرِ كَعابِ
ياللحياةِ بوردِ جورٍ باسمٍ = حيثُ الرَّبيعُ بخدِّهِ العِنَّّابي
حيثُ الشآمُ بزيِّها و برودِها = حُلَلُ البَهَاءِ بأجملِ الأثوابِ
فأطيرُ إن ذُكِرَ الحِمَى بمشاعري = وتحطُّ روحي في رحابِ قباب
و بحارُ شوقي أغرقتني بالجوى = و صدى الحنايا خفقهُ لإيابِ
و سحائبُ العَبَرَات تُفرِغُ ماحوتْ = يُتمُ الديار كما أشدُّ عذابِ
يسَّاقطُ الإحساسُ غيثاً صيِّباً = كيما يُبَرِّد لوَْعتي ومُصابي
فأنا المُتيَّمُ و الحنينُ مَجَامري=و الحالُ صَبٌّ و الوجيبُ خِطابي
سأظلُّ أرسمُهُ بريشةِ أَضْلُعي = أسقيهِ ماءَ الرُّوحِ دونَ حسابِ