((هل رئت)) أو ((هل ريت)) بالتسهيل بمعنى هل رأيت
على لهجة أهل وجدة وتلمسان..
يا نائح الدار ما في الدار أقمار=الليل قفر وهذا العيش غرار
تلك الليالي إذا أنبِئت غُرّتها=يوما ففيها من الأقدار أكدار
ياليلة من ليالي الصيف أشهدها=تجري إلي بما لا تشتهي الدار
هي المنية في أنبائها حضرت=روْحا من الروْح لا برد ولا نار
أمّاه يا رحمة أدركتها زمنا=طفلا وكهلا بما أرجو وأختار
أمّاه ها الموت في لألائه ملَكا=يجري إليك بما تُجريه أقدار
الله الله في أمي فإن لها=من الشهادة ما تبديه أخبار
لها من الأمل الريّان أدعية=بما نوت ولها ورد وأذكار
أمّاه هل رئت في أنباء غرغرة=أن المنية جنات وأنهار
العمر أمّاه ممدود إلى أجل=والله يخلق ما يرضى ويختار
شهدتِ بالله في صدق وفي رغب=والصدر من حرج يعلوه زخار
هي المنية لا شك يخالجني=أماه هل لزمان الموت أقدار
أبكيك والنفس في اللأواء والهة=والفكر من نبإ البأساء ينهار
أبكيك والدار في هم وفي حزن=والقبر فيك من الجنات معطار
أبكيك والمدد الأعلى تردده=من السماوات في العلياء أقطار
عليك أمّاه من ربّ يؤامنني=فيض من الروْح بالنعماء ثرّار
بالأمس كنت من البأساء صابرة=واليوم حولك أحجار وحفار
في الله صبرك لا خوف ولاحزَن=وهل تمسّك في الجنات أوعار
إني ذكرتك يا أمّاه في حِلل=أمست خلاء فما في الدار أسمار
دار الزمان على دار مشيدة=والدهر في فلك الأقدار دوّار
الموت سرّ من الأسرار أدركه=وليس للموت يا أماه أسرار
يجري إلى أجل بالحق قد كتبت=أنباؤه قدرا تجريه أطوار
هذي الجنان جنان الخلد مُحضرة=ظل وروْح وريحان وأنهار
أمّاه أمّاه إن الموت في قدر=أملته من غرر الأقدار أسطار
تلك الحقيقة في لألاء طلعتها=أن ليس في العمر أعمار وأعمار
أليس حولك في الحُسنى ملائكة=صبح الوجوه من الأنوار أطهار
إذن تفوز ين بالبشرى منعمّةً=وتفرحين فما في الخلد أضرار
أبكيك بالشعر في ليل أكابده=والشعر شعري من الوجدان فوّار
الشعر أمّاه في صدري مُقصّدة=والشعر في خلدي بحر وإبحار
تلك المشيئة يا أماه تشهد لي=أني أنا الشعر هل للشعر إبكار
الشعر إن لم يكن بوحا أموت به=عند التوهج فهو الذل والعار
الشعر أدركه طورا ويدركني=على الطريقة يسرا فيه أطوار
لكنه الشعر في حزن وفي طرب=يغري وفيه من الأنباء أسحار
أبكيك بالشعر في شعر يقطّعني=فليس بعدك يا أماه إيثار
فمن يجير فتى أمي إذا طلعت=هوج الرياح وما في الدار أنصار
آن الرحيل وما جرح بملتئم=أماه بعدك والأقدار أقدار
آمنت بالله ربا لا شر يك له=ولي على غرر الإيمان إصرار
الله ربي ورب الخلق أعبده=ما لي سواه وهول الليل إعصار
الله أشهد أن الله معتمدي=وتشهد الآي أن الله غفار
هو الرحيم فلا حدٌّ لرحمته=إذا أراد فما في النفس أوزار