قصيدة حييت بها شباب مدينة أم الفداء الذين كانوا معنا في عنبر 34:
في 29/7 يوم السبت حوكم شباب مدينة حماة الذين خاضوا غمار الأحداث فاهتزت مشاعري وجاءني ملاك الشعر فأردت أن أرد على الشاعر النصيري محمد سليمان الأحمد شقيق بدوي الجبل، وقد ألقى المذكور قصيدة بعد حرب تشرين قال في مطلعها
فقمت بجولة على الشباب وأخذت أسألهم من منكم يحفظ منها شيئاً فجمعت سبعة أبيات وهي المطلع ثم
فرددت عليه بهذه القصيدة وأهديتها إلى شباب مدينة حماة الذين خرجوا للمحكمة وكانوا على عدة العمل في العنبر وعليهم المعول.
سلامي للمساكن والديار=وساكنها على قرب المزار
إلى فرسان تدمر من شبابٍ=أبي النفس ماضي العزم نار
ومن كانوا إذا عصفت سياطٌ=وجو السجن أظلم بالنهار
تراهم كالنسور ومن مضاءٍ=تظنهم عساكر لانتحار
أخي أبا المهند(1) أنت منهم=وكم في السجن خفت من الغمار
وكم أقحمت نفسك في خطوبٍ=تطاير حولها مثل الشرار
وعدت مورم القدمين زرقاً=ووجهك من سوادٍ شعبه قار
شباب حماة يا آمال نصرٍ=نراقبه أحر من الجمار
فسيروا بارك الله خطاكم=وظلوا في رقيٍ وازدهار
وقودوا الماجدين وبلغوهم=ويا دين المكارم والفخار
ولا تهنوا من البلوى وتدعو=إلى السلم المهين أو الصغار
فدونكم الخطوب ولو جبالاً=وبحراً فوق أمواج البحار
وأنتم فوقها مهما تعالت=شموخاً في نفوسكم الكبار
أبوكم(1) خسرت الهامات ذلاً=لجحفله ولاذت بالهزار
وأجداد لكم غرٌ كرام=أباه الضيم حراس الذمار
وأنت فرعهم عرفاً ونشراً=خيار من خيارٍ من خيار
إذا قصفوا حماة وهدموها=فهذا الهدم رمز للعمار
أليست في سبيل الله قامت=وإطلاق النفوس من الإسار
وتحرير البلاد فإن فيها=فرنسا واليهود ومن يمار
سوى من كان بعثياً جهولاً=وأجهل في السياسة من حمار
وهرب الصفقتين(1) علي كلامي=وليك ثم حرب ذو سعار
على الإسلام والأخلاق حفيصاً=وحال العلم أشبه باحتضار
وهذا ما قض البعث النصيري=بقانون اليمين أو اليسار
على أقدامنا سقط المحال=وأورقت الرجولة والرجال
سرايا من ترابك يا بلادي=نبتنا في شموخك ما تزال
ربطنا الخندقين ولا اغتراب=بتاريخ السيوف ولا انفصال
ولبنياك يا تشرين سلنا=تلال النار تذكرها التلال
مشينا والصواعق في خطانا=وعشب القادسية والظلال
دم الشهداء ينبت في ربانا=قناديل يضيء بها النضال
دم الشهداء يا أقلام هذا=مراد المبدعين ويا خيال