نَبَأٌ ذاعَ ... والبقيَّةُ فيمـا = جاءَ في الذِّكرِ محكمًا و حكيما
غُلبتْ قبْلُ ، والبشاعةُ تُطوَى = حيثُ كانتْ أذىً و وجهًا دميما
وتراءتْ بين العيونِ الرَّواني = شبحًا مفزعًا ، وحقلا هشيما
لن تسودَ الرَّاياتُ ترفعُها الأيدي ... =... أثيمًا ــ زعيمُها ــ أو زنيما
بئست الرُّومُ ما شهدْنا لها الخطوَ ... =... بعرضِ العصورِ خطوًا سليما
أو فؤادًا وعى ، وعقلا تروَّى = أو رأينا لها المآثرَ سيما
لاتغُرَّنَّكم بهارجَ كفرٍ = مكَّنَ الشَّرُّ زيفَها تنظيما
ورعاها البغاةُ شكلا ولونًا = وحباها خداعُهم تعتيما
فاسْتُفزَّتْ عقولُنا قاصراتٍ = سلَّمتْ أمرَها لهم تسليما
واسْتُجرَّتْ قُدْراتُ قومٍ كرامٍ = فتوارى رقيُّنا تحجيما
تشهدُ الشَّمسُ مارأتْ غيرَنا قد = يصنعُ المجدَ حاضرًا وقديما
قد أحَلْنا وجهَ الزمانِ نعيمًا = وأحالوهُ بالشَّقاءِ جحيما
تلك أسماؤُهم : فعدِّدْ تجدْها = ظالما باغيًا ، وعقلاً سقيما
ووجدْنا في الألفِ ألفَ أثيمٍ = ذي عُتُوٍّ ، وما وجدْنا عظيما
بينما لم نجدْ ــ وتلك شهاداتُ ... =... الأعادي ــ في الفاتحين أثيما
وأذاهم رغمَ الحضارةِ باقٍ = في يـدِ الغدرِ مُفجعًا و أليما
ولقد قِيلَ قبْلُ في العالمين القولَ ... =... يروي عنهُمُ وعنَّا عليما !!
الإناءُ الطَّهورُ ينضحُ طُهرًا = والإناءُ المذمومُ رُدَّ ذميما
والرجالُ الأبرارُ هلُّوا كغيثٍ = أنبتَ الخيرَ وارفًا و عميما
والجناةُ الأشرارُ جاؤوا لهيبًا = أحرقَ الأمنَ في الشُّعوبِ وخيما
* * *=* * *
فأفيقي يا أمَّتي وأعيدي = وجهَ دنيا الورى الحزينَ وسيما
جدِّدي فطرةَ الإلهِ بأحناءِ ... =... الملايين وانبذي التَّأثيما
أنتِ مستقبلُ المآثرِ زُهرًا = فَلْتَضُمِّي الأنامَ قلبًا رحيما
وَلْتُعيدي شريعةَ اللهِ نهجًا = في ظلالِ الإخاءِ نهجًا كريما
يرفضُ الحقدَ والعداوةَ بينَ النَّاسِ...= ... بئسَ الأذى البغيضُ جسيما
بئسَ ذاك الإنسانُ يفني أخاه = ويبيعُ الإخا ... حميمًا حميما
ويحيلُ الحياةَ غابةَ شــرٍّ = لم تجدْ للوفاءِ صنوًا نديما !!
إنَّ مَنْ يبتغي سوى اللهِ ربًّا = وسوى الفضلِ في الكتابِ عميما
وسوى الإسلامِ الحنيفِ نظامًا = وسوى حقلِه النَّضيرِ شميما
يخسر الخيرَ كلَّه ، ويوالي = ذلك الشَّيطانَ اللعينَ الرَّجيما