هذا المقاول شاهدٌ من أهلها=فضح الفساد لظالمٍ خوَّان
يبني القصور مُضيِعاً ثرواتِنا=و الشعب يصبرُ مُرغما و يعاني
و الظلم في البنيان عربونٌ على= قرب الخراب لذلك البنيان
و الناس تسأل مَن أتى بمقاولٍ=يحكي خبايا دولة الطغيان
أهو الخلاف يدور في ردهاتها=طرفا النظام هناك يصطرعان
أم أنهم قصدوا إثارة شعبنا=ليقوم ضد المستبد الجاني
و يخططون لكي يحلَّ مكانه=وجهٌ جديدٌ عسكريٌّ ثان
هل أرسلوا ذاك المقاول عندنا= بمهمة محبوكة الإتقان
ليقول إن السيسي يُسألُ وحده=أو هرِّبوه بخُفيةٍ و أمان
أما العصابة إنها تنجو هنا=معها طغاة الجند و الأعوان
و يُرتَّبُ الحكم الجديد لواحدٍ=من ثلة الإجرام و البهتان
و يُقال إن الشعب قام بثورة=فاختاره ذا رتبةٍ و نشان
و الوجه نفس الوجه لكن غيِّروا=في الشكل و الديكور و الألوان
و لكي نداري الأمر نطلق بعضهم=من قبضة القيد أو السجان
و البعض يهمس إنني في ريبةٍ=من أمر ذاك المخرج الفتان
قد همَّش الإسلام في كلماته=بل نال من مرسى مع الإخوان
و يقول نختار الكفاءة قائدا=تأتي من النصراني و العلماني
و المسرحية هل تتم فصولها=في مصر أم من خارج الأوطان
أم أنهم هم في انتظار قرارهم=من عند صهيون و أمريكان
* * *=* * *
و الشعب قام و قال إني ثائرٌ=هي فرصة و الشعب في غليان
حتي و لو تلك الظنون حقيقة= فالأمر أصبح عندنا سيان
قمنا نحررُ من إرادة شعبنا=ما ضاع في عهد انقلابٍ فاني
أما المقاول أمره فلربه=منا له شكرٌ مع العرفان
و الثائرون يحطمون قيودهم=عبروا جدار الخوف دون توان
و الشعب ينزل هاتفا في جرأة=ترْك الأمانة ليس في إمكاني
إنا انطلقنا لا نريد سوى العلا=و إرادة الشعب الأبي الحاني
يا ثائرين بمصر أنتم عزُّنا=و رجاؤنا في نصرة الأوطان
فلتصلحوا نيّاتِكم و توَحَّدوا=مستمسكين بطاعة الرحمن
مصر الحبيبة قدوةٌ و منارةٌ=ترنو إليها سائر البلدان
مصر الحبيبة إن علت و تقدمت=ستعزُّ أمتنا بكل مكان