زرت أخي الفاضل إبراهيم الجهيمي في قصره الرائع في الرياض الرائعة، فبهرني القصر جداً بذوقه الرفيع، وزدت انبهاراً به لما رأيت القاعة الأندلسية فأشجتني وبشرتني، لكن الذي راعني أكثر من ذلك نبله وفضله، وصدق مودته، والأضياف الكرام الذين شرفت بلقائهم عنده.
النبل أنت ومن رواقك يشرقُ=والفضل يزهر في نداك ويورقُ
وعليك من زهو الحياة وطيبها=حلل السماح تلألأت والرونق
أما خوانك فهو خصب معشب=والواردوه تفيؤوا وتحلقوا
والجود ينمي المال ثم يزينه=والبخل صاعقة تبيد وتمحق
والباذلون هم الفضائل تزدهي=والباخلون هم الكذاب الأبلق
* * *=* * *
وعلى محياك الطهور مودة=زهراء تبسم للضيوف وتشرق
تحميه من عار الغرور وشؤمه=نفس ترى أن التواضع أخلق
بالطيبين أرومة وسجية=ومكانة مرموقة لا تلحق
وصفاء نفس طاب معدنها الذي=كالماء فيه المسك إذ يترقرق
* * *=* * *
والنبل أعلى في الحياة مكانة=وأجل في سفر الزمان وأشيق
والمالكوه الروض في نيسانه= والخاسروه هم الجديب المملق
تفنى الكنوز وجامعوها في غد=ويبيد ما شادوا ويطوى بيرق
وتظل روح النبل في الناس السنا=والغيث يهمي في البلاد ويغدق
وهي البواهر عزة وهي الهدى=وأجل ما ترجو النفوس وترمق
والنبل كنز لا تغيض فيوضه=مهما سخا أهلوه فيه وأنفقوا
يربو على الإنفاق سيب عطائه=فكأنه النيل الذي يتدفق
* * *=* * *
يا صاحبي إني رأيتك قامة=بالدين قبل المكرمات تألق
طابا وطبت وإنني لك حامد=أما الحسود ففي الدناءة يغرق