طِفلُ الحِجَارَة

 ( في الذكرى السنويَّة على الإنتفاضة الثانية - هبّة أكتوبرعام 2000 - )

سَاعَة ُ  الحَقِّ   دَنَتْ

مَولِدُ  الفجرِ  اقتَرَبْ 

إنَّهَ   الأبعادُ  تزدَادُ  وُضوحًا  ويقينا

خطوَةٌ    أو   إثنتانْ

والمَدَى يصغرُ  فينا

غيمةٌ  أفقِنا المَنسيِّ ، تعلو ، ثمَّ  تهمي  بالمطرْ

دَنَتِ السَّاعةُ  وانشقَّ  القَمَرْ

سأصَلِّي  كلَّما   يأتي   المَطَرْ

مَطَرٌ   يَهْمِي  إذا  صَاحَ  "الحَجَرْ "

سأصَلِّي  للمَطَرْ  وأغنِّي " للحَجَرْ "

أيُّهَا الشِّرقُ  اغتَسِلْ  مِنْ  ذُلّكَ  الدَّامِي  قرونا

أيُّهَا  الشَّرقُ  استفِقْ مِن سُباتٍ  طالَ  أعوامًا   طوالا 

واستفِقٍ من  حُلمِ  مَجدٍ  غابرٍ أعشَى  عُيونَكْ

إستَفِقْ يا شرقُ  قُمْ  حَطِّمْ   قيُودَكْ 

أسْمِع ِ  الكَونِ  رُعُودَكْ  

إستفِقْ وانظُرْ وَجاري ركبَ رُوَّادِ  الحضارَهْ

إستفِقْ  وانظُرْ  وَشاهِدْ  فعلَ  أطفالِ الحِجارَهْ

إنَّهُ   عصرُ  الحَجَرْ

عَصرُ مَن دَكُّوا أسَافينَ الدَّياجي زَعْزَعُوا صرحَ الدَّعَارَهْ

عصرُ إبداعٍ جديدٍ  يَستَبِي  لُبَّ  البشَرْ

قد صَنعنا  مَجدَنا  المَجْبُولَ مِن  طينِ  الفداءْ

وَسَكبنا  فوقَهُ  أغلى  الدِّماءْ

وَكشفنا لِشعوبِ الأرضِ ما أخفى الطُّغاةُ  المُجرمونْ

 وفضحنا  جورَ حُكَّام ِ القُصورْ

وَزنازينَ  العصورْ

قد  رفضنا  القيدَ  إكبارًا .. وتحدَّينا  السُّجونْ

كم تصَدَّينا  لقطعانِ  التترْ

 وَحدَنا  نقتحمُ  الأهوالَ  في هذا  المَدَى

وعلى وقعِ خطانا يركضُ التاريخُ دامي القدمينْ

قد حفرنا رسمَنا المَنسيَّ ،إجحافا، على هام ِ النجومْ

 وجَلونا عن عيونِ اليُتْم ِ ذيَّاكَ  السَّوادْ

 وَوَهبنا لشعوبِ الأرضِ أحلى الأغنياتْ

 وَحدنا  نقتحمُ  الأهوال  في هذا  المَدى

قعلينا  أن  نسيرَ العُمرَ  ركضًا

وَعَلينا أن  نَعبُرَ صحراءَ الأمَانيَّ إلى الشوطِ  الأخيرْ

وَلنُدافعِ عن  وُرُودِ  القبلاتْ

إنَّها  كانتْ سَجَالاً  إنَّهَا  كرٌّ  وَفَرُّ

بَيْدَ انَّا  قد وُئِدْنَا  في رمالِ التيهِ أعوامًا 

وَلَكمْ  عَزَّ  اللقاءْ

فجرُنا  المنشودُ  يأتي

طالَ  فينا  الإنتظارْ

إنَّهُ  عصرُ الحِجارَهْ

عصرُ إبداعٍ   جديدٍ  وَسَناءٍ  شَعَّ من أسمَى مَنارَهْ

إنَّهُمْ أطفالُنا ، أكبادُنا ، قد تحَدُّوا آلة َ البطشِ الحَديثَهْ

قد تحَدُّوا تيكنيلوجيا العصرِ  جهرًا 

كلَّ  إنجازِ  الحَضارَهْ

سَنُغَنِّي        للحَجَرْ

إنَّهُ مُعجزَة ُ العَصرِ سيبقى  ورسولٌ مُنتظَرْ

ذُهِلَتْ  مِنهُ  البَشَرْ

صارَ عُنوانَ التَّصَدِّي  والكفاحْ

في زمانِ الزِّيفِ والعُهرِ السِّياسيِّ  المُبَاحْ 

في زمانِ القمع ِ والعَسفِ  وَشنقِ الكلماتْ

في   زمانٍ  حُكِّمَتْ  فيهِ  الذئابْ 

صانعَ  النّصرِ  الجَديدْ

صَدَّ   قطعانَ  التَّتَرْ

خَطَّ  للشَّعبِ  الظَّفَرْ           

أيُّهَا  الطفلُ  الذي  طَرَّزَ  المجدُ  وِسامَهْ

أنتَ  نبراسُ  الكرامَهْ 

يَومُكَ  اليومُ  صُمُودٌ  وَخُلودٌ 

وَرُعُودٌ ، وَبُنودٌ  تتسَامى

قد  حنى  التاريخُ   هامَهْ

أيُّهَا  الطفلُ  الذي  شقَّ  إلى  الفجرِ  طريقَهْ 

أنتَ من  قد علَّمَ  الأجيالَ  ما  مَعنى الحقيقَهْ

أيُّهَا  الطفلُ  المُثابِرْ

إنَّني ضمَّخْتُ  اشعاري  لأجلِكْ 

وَوُرودي   لِخُلُودِكْ

هُبَّ  قاوِمْ .. هُبَّ  دافِعْ .. عَنْ حياضِكْ

إلتَقِطْ   أنتَ   الحَجَرْ

إنَّهُ   الرَّمزُ  المقدَّسْ

إلتقِطهُ  وارم ِ  جندَ  الإحتلالْ

كلَّ  جنديٍّ  لئيم ٍ  جاءَ  يجتاحُ  حُدُودَكْ

فلقد  دَنَّسَ أرضَ  الطُّهر  قد  داسَ  رُباكْ 

وَثَراكْ

جاءَ  يحتلُّ هَواكْ 

جاءَ  يغتالُ  أزاهيرَكَ  في عِزِّ الظَّهيرَهْ 

جاءَ  يسقيكَ  حِمَامَكْ

أيُّها  الطفلُ   المُبَارَكْ

يا  ملاكًا  خاضَ  في  نهرِ الدَّماءْ

وَتَحلَّى  بالفِداءْ

 إنتَفِضْ    وارفَعْ    بُنُودَكْ

لا تُسَلِّمْ .. لا تُسَلِّمْ.. لا تُسَلِّمْ

إلتَقِطْ انتَ الحَجَارَهْ 

إلتَقِطْهَا

إلتَقِطْ  وارم ِ جُندَ  الإحتلالْ

أنتَ   لا   تخشى  المنايا

فاقتَحِمْ  سيلَ  الرَّصاصْ 

قد  دنا   فجرُ  الخَلاصْ  

لا   تُسَلِّمْ ...  لا    تُسَلِّمْ 

سَأغَنِّي  للنِّضالْ

أيُّهَا  الطفلُ  المُيَتَّمْ

والمُلَثَّمْ

أيُّهَا  الشِّبلُ  المُقاوِمْ

سَأغَنِّي   وأغَنِّي

وَعلى شبرِ ترابٍ  من حياضي وَحِياضِكْ

لن  نُسَاوِمْ  

سَأغنِّي   للحَجَرْ

كلّ  إشراقةِ صُبح ِ

أيُّهَا المُزدانُ غارًا  في  الضَّفيرَهْ 

أيُّهَا الشَّامخُ   نسرًا  في  المَسيرَهْ

كلَّما يقضي  شهيدًا  بيننا، راية ُ الشَّعبِ  ستعلُو

بُرعمُ الحبِّ  بعيدًا يشرَئِبُّ

يشمخُ  الرَّفضُ  بشعري 

يكتوي أعماقُ جُرحي الثائر ِ

يُنْبِتُ الصَّخرُ وُرُودًا  وشقائقْ

وَسُهادُ الحُزنِ فينا  يتبلوَرْ

وَيهونُ  الإنتظارْ

كلُّ   مَنفيٍّ   ولاجِىءْ

طالَ  في  المَنفى  سُهَادُهْ

عزَّ   في   النَّوم ِ   رُقادُهْ

لم يزلْ في ساحةِ  الموتِ  يُجَاهِدْ

شَدَّ  في  الليلِ  زنادَهْ

هَبَّ  كي  يحمي  حِيَاضَهْ

فغَدًا  يا  شعبُ  عائِدْ  

سَأغنِّي   للكفاحْ

رُغم  أهوالِ  الجرَاحْ 

أيُّها الطاغوتُ  يا شانقَ أزهار بلادي

أنتَ يا  باذِرَ جمرًا  في المُقَلْ

أيُّها المغرورُ في  دُنيا  السَّرابْ 

أيُّها الزَّارعُ  شوكا  في الجراحْ

حَقُّنا  ليسَ  يُبَاحْ

إنَّ  نصرَ الشّعبِ لا  بُدَّ  سيأتي 

إنَّ  فجرَ الشَّعبِ قادِمْ

سَأغنِّي  للحَجَرْ

رُغمَ  هذا لليلِ والأوجاع ِ والحُزنِ  المُبَرَّحْ

سَأغنِّي  للحَجَرْ 

أيُّهَا  الشّعبُ المُشَرَّدْ

نازفا  ما  زالَ جُرحُكْ

نازفا حتى الثُّمالَهْ

دربُكَ الصَّعبُ  نضالٌ  وَكفاحُ

ثمَّ  شوكٌ  وَجراحُ

أيُّهَا  الشَّعبُ  المُشَرَّدْ

سَأغنِّي للحَجَرْ ... سَأغنٍّي  للحَجَرْ

كلَّما  يبدو  القمَرْ

أذكرُ  الطفلَ الذي  ماتَ  شهيدًا  

فمُهُ  بسمةُ  صُبح ٍ

وَيَدَاهْ....

كَتَراتيلِ  صلاهْ

وتسَابيح ِ إلهْ

وَجهُهُ  وجهُ  القَمَرْ

إنَّهُمْ أطفالُ  شعبي  علمُ  الرَّفضِ  وَعُنوانُ  الكفاحْ 

فَهُمُ   زهرُ  الأقاحْ

لَهُمُ   مَجدُ  الخُلودْ

يُولدُونْ

في ظلالِ  الموتِ  من  رحم ِ المآسي يُولَدُونْ

يُولدُونْ ...

في  جحيم ِ القصفِ ليلا ، وعلى صوتِ  الشَّظايا  يُولدونْ 

يُولدُونْ

في المجازِرْ

في   المقابِرْ

في الخنادِقْ ... في المنافي ... في السُّجُونْ 

يُولَدُونْ

يكبرُونْ // باسم ٍ كلِّ الثَّائرينْ

رَسَمُوا  شكلا جديدًا  للكفاحْ

بَهَرُوا  الدُّنيا وأعطوا  شرقَنا  الغافي مَفاهيمَ جديدَهْ

وسوم: العدد 846