***
أبصرتني سَحَراً أراجع ما بي=ما بين رضوان وبين عتاب
فوجدتني لله إذ آياته=جعلت سبيلي من هدى وصواب
ولقد أسأت نعم ولكن وجهتي=كانت له منذ الصبا وشبابي
وله ولائي المحض براً خالصاً=وله برائي من هوى وكذاب
ووجدتني فيه المسدد ركبه=أيام ريعانُ الحياة إهابي
ووجدتني بين الصحاب مسيرتي=ميمونة في غدوتي وإيابي
أخلصتها لله جل جلاله=وجعلتها في القلب والأهداب
وجعلتها فعلاً أراه واجباً=أشربته فغدا أجل رغابي
ووجدت فيه فرحة علوية=في الشهد إذ أشتاره والصاب
والفضل للرحمن إن سجيتي=من فضله الهتان لا أسبابي
وسخاء ربك فوق كل طموحنا=يأتي رخاء أو خضم عباب
واليوم شيبي إذ يكلل هامتي=ووعيده في الجسم والأعصاب
وأرى الثمانين التي بلغتها=يوماً مضى في غفلة ومتاب
أرنو إلى الأخرى بود غامر=والبشريات ركائبي وصحابي
فأرى الكريم البر قابل توبتي=والعفو منه فوق كل حساب
إن جئته بقراب توب جاءني =من جوده الميمون ألف قراب
ولذاك أقسم إنني آت غداً=يوم المعاد وفي اليمين كتابي
هذي بشارة ليلة ميمونة=عاينتها بدراً بدون حجاب
هي ليلة القدر التي بلِّغتها=والله حابيها ونعم الحابي