إلى مَن يهمه الأمر
مصطفى العلي
مَن ينقذ الثورة منّا؟
من ينقذ الحلم الذي حلمنا
وصبحنا الذي قد طالما انتظرناا
من منقذٌ..؟
إشارة للنصر بين إصبعي صغير..؟
ذو حلم كبير ..؟
كم كان قد تمنى
أن يُملأ الكون بأسراب فراش
حمائما مثل الصدى
يبرزن من عمق المدى
يحملن في منقارهن
ألف زهرة بيضاء
تفوح بالصفاء
وألف لعبة
شاهدها قد كان في حلم تكسر
يوما لدى ذات قذيفة
من ينقذ الثورة من..؟
من(مسيلمة اليمامة) ؟
سرا تخفى بيننا تحت عمامة
من ينقذ الثورة من أنياب ثعبان ..؟
بدا رخيم الصوت بالأذان..؟
من شر تافه جبان..؟
قد راح يبدي عنترا في غيبة الشجعان
من شبيح لبس اللون الأخضر..؟
ومضى يتبختر
ينهب ينهب باسم الثورة ما يتيسر !
من ينقذ الربيع ؟
من عودة الصقيع؟
مَن ينقذ الثورة مَن ؟
من صمتنا من بطئنا من جهلنا من بخلنا ..
حتى من الدعاء ؟
من الأنا تغتال كل قطرة من الدماء !
تنساب في سخاء..!
على مذابح الفداء..!
من رأسنا المزروع تحت الرمل كالنعام ..
نجتر ما يطبب من أوهام ..
لعله بنفسه من نفسه يريحنا النظام ..
نبيع ألف ألف طن كل يوم من بضاعة الكلام
ونشتري السراب واليباب والخراب
والمزيد من تكالب الكلاب واستماتة الذئاب
من فرقة من جشع من طمع من كل هذه الكراهية
من أمة ساهية ولاهبة
وهي نحو حتفها الأكيد ماشية
كأن كل ما يجري لها حكاية
تحكى لها طويلة مجهولة النهاية
نمضي وراء كل ناعق
وكاذب وصادق
كي نبتغي لديه حلا
مسلسل كم قد غدا مملا
من لعبة المناصب
والدبّ والأرانب
ما بين كل كاذب وكاذب
سبعون ألف كاذب
مذ أن قد تركنا بابه
تحكمت في أمرنا كلابه
كل أبان نابه
من يا ترى يعيد الركب للطريقّ!؟
من يطفىء الحريق؟
من ينج منا الثورة المجيدة؟
حتى نرى النهاية السعيدة؟