حبكِ أغنيتي..
سماح ضيف الله المزين - غزة
إلى أول الأشياء كلها.. قطعة الجنة المتمددة على الأرض.. فلسطين!
على شفة الأرضِ أسماؤنا أغنيات ترددها الأرضُ في كل خلوة
وعالقةً سوف تبقى بذاكرة الأرض أصواتنا، وابتساماتنا، قبلات الوداع
وشوقٌ يحاول ألا يموت
ففي مذهب الأرض.. يشبه نسياننا الانتحار
على صدرها صورة اللحظات الأخيرة
كأن هوانا استحال عجوزاً تفلت منه لجامُ الوعود، فيأساً يهيمُ وعمرٌ يفوت
وما زالت الأرض في الانتظار
ترى القفر في هجرنا وتنادي: أيا نبتة القلب أنتِ الصغيرةُ، كيف إلى غير حضني طلبتِ اللجوء
كأني أيا نبضة القلب معبر، وثلاجةٌ تحفظُ الجُثث الباردة!
على جيد هذي العروس الحزينة وجهي أراه، يحايلني كي أعود.. ولستُ أراني سوى عائدة!
وتدمي فؤادي إذا سآءلتني:
ألا يحفظُ ابن البلادِ الجميلَ، ويذكر أني كففت الشقا عنه كيما أقيه التعثر، أحفظه في الغياب
فإما تأذى مددتُ إليه حبال النجاة وكفاً أمررها للسحاب!
هي الأرضُ سيدةٌ للعطاء.. ترى هل نكافئها بالجحود، كأنّ انتماءاتنا صفقات!
كأن اعترافاتنا بالحنين.. ذنوبٌ وخزيٌ.. يشوّه إحساسنا بالحياة!
لماذا إذاً يا حياة نسافر!
لماذا نخبيّ المحبة قسراً ولسنا نبوح سوى بالوجع!
فتبت يدُ الهجرِ، تبت صنوف النعيمِ، إذا وجهُكِ الحلوُ يوماً لمع!
أسيدةَ اللهفةِ البكرِ أولَ رقصاتنا في المطر!
أسيدة الحقل والورد.. وجهُ القصائدِ.. حلمَ الربيع،
و يا أنتِ إيقاع هذا الوتر!
"إذا ما اخترتُ دربَ الهجرِ.. تبقى صورتي البيضاء!
أسيدة الحروف النابضات بقلبي المجروح..
إليكِ مددتُ ذاكرتي لأنعشها فلا أنسى
عشقي الأول أنتِ
حلمي الأول أنتِ
لمسةُ الكف الصغيرة للندى
ضحكةُ الثغر البريء"
لماذا أحبك؟
برغم مواجعي المستبدةِّ .. وأوجاع أبنائيَ الناشئة!
فلستُ أرى العيش إلا لديك..
برغم اشتداد الليالي سواداً
وما كان وصلكِ فعل وجوبٍ ..
ولا حبُّنا حالة طارئة!