في حضرة المصطفى
على متن الطائرة
وسموتُ بطائرتي تجري...... في الجوِّ كقصرٍ مسحورِ
أنَا بينَ الصَّحوِ وبين الغَمضِ أتيـــــــــهُ بعُجبٍ وسرورِ
أنَا لستُ أنَا ،، معْ أنِّي هُنَا .....أمسكتُ بأطرافِ النوْرِ!
أنا لستُ أنا!! أصبحتُ سَنَا: إذْ أسبَحُ في نورِ النورِ!
أجنحة
على جناحينِ من حُبٍّ وأشواقِ
طِرتُ الغداةَ إلى حِبِّي بإشراقي
بساطُ ريحٍ يطيرُ اليومَ يحملُني
يسمو بروحي إلى معراجِ آفاقِ
ما بينَ صحوٍ ونومٍ لذةٌ سمَقَتْ
تعلو بروحٍ تَسَامى فوقَ أطباقِ
فالماردُ النائمُ المخبوءُ في عمري
قد كسَّرَ القُمقُمَ الواني بأطواقِ
إنْ كانَ جسمي قريراً في مخادعِهِ
فالروحُ منعتقٌ من ذلِّ أوهاقِ
قد غادرتْ جسداً إلى السَّما صُعُداً
تبغي (المدينة)، تسعى نحوَ تِرياقِ
فالروحُ في سَقَمٍ، والنَّفسُ في ظَمَأٍ
والماءُ مبذولٌ في روضة (الراقي)
وطارَ القلبُ منِّي في دخولي
وحلَّقَ عالياً فوقَ السُّهولِ
وفي محرابِ أحمدَ شِمْتُ أُنسَاً
وأضحى في السَّمَا روحي يجولُ
فجسمي في الجنابِ يذوبُ وَجْداً
وقلبي في العلا أبداً يصولُ
شعرتُ بأنَّ كنهي صارَ نوراً
وأنَّ كيانيَ الأدنى يحولُ
وقلبي في العُلا صَبُّ خجولُ
وما ذاكم وأيمُ اللهِ ربِّي
هُراءٌ، عندمَا يُعنى الرَّسولُ!
براق
حَطَّتْ بأجنحةٍ ثملى، وطائرتي
حَطَّتْ، وأطَّتْ، تُذِلُّ الهَامَ للبَاقي
في كلِّ شبرٍ لها في أرضِها أثرٌ
من قَدَمٍ قامتْ قِدْمَاً على سَاقِ
هنا رسولُ التُّقَى لقد مشى زمنَاً
يتلو الهدى سُبُلاُ من آيِ إشراقِ
تركتُ طائرتي في الجَوِّ ساهمةً
فهْيَ البراقُ الذي قد حلَّ أوثاقي
ثملان
وقالوا ارتويتَ؟ فقلتُ: نعمْ
وقدْ قلتُ كلاَّ؛ فإنيَ صادي
وكيفَ لصادي الغرامِ ارتواءٌ
وإنَّ عليه الهيامَ لبادي
إذا قلتُ إنِّي ارتويتُ فصدقٌ
وإنْ قلتُ كلاَّ فقلبيَ يفادي
وهل يشبعُ الصبُّ من نظرةٍ
من الحِبِّ أحمدَ خيرِ العبادِ؟
سجدتُ بروضتِهِ ، ثمَّ غبتُ..........
...... ارتويتُ، وهِمْتُ بمنْ هوَ هادي
ألاَ حبَّذا عودةٌ في الكرى
تعيدُ إليَّ كريمَ التِّلاَدِ
في الأعالي
سربٍ يقودُ حجيجاً نحو إِعتاقِ
فالروحُ كم سُجنتْ في الصدرِ صاديةً
تبغي انعتاقَ المدى من هوْنِ إملاقِ
قد التمستُ (علاءَ الدينِ) ، أطلُبُهُ؛
ففي الفوانيسِ سِحْرُ اللمحِ برَّاقِ
قال: اطلبَنْ، قلت: وصلاً ، ثُمَّ زَوررَتَهُ
قال: الوصالُ سمَا عن كُلِّ تريَاقِ!!
وُرْقُ الحمائمِ طارتْ نحو نافذتي
تقول: أهلاً وسهلاً؛ مِلأَ أشداقِ
والقبَّةُ الخضرا في زيِّهَا تزهو
تقولُ: أهلاً بزوَّاري وعُشَّاقي
ارتواء
ثَمِلْتُ، فقلتُ : ارتويتُ،،،، ولكنَّ نفسي ضِرَامْ
أقولُ: مزيداً لنهْلٍ،،،،،، ويشتدُّ في الأُوامْ!
فَمَن ذَا سَيشبَعُ منهُ رَسولَ التُّقى والسَّلامْ؟!؟!
أصلِّي، وأعبدُ... أَركعُ... أَسجدُ عندَ المُقامْ.....
وَلكنَّ روحي تلوبُ، وَيطغى عَليَّ الهيَامْ
سجدتُ........ أَطلْتُ؛؛ فذبتُ،،،،وَ قلبي سَمَا للغَمَامْ
.......ويُصعدُ في اللاَّنهاياتِ قلبي ، ويحلُو المَنَامْ.......
حبيب شفيعٌ
.......ولمَّا ارتويتُ سجوداً؛؛؛؛؛ فقمْتُ أزورُ البقيعْ
فطوَّفَ قلبي بصحبٍ ؛؛؛؛ قِرَى القلبِ منِّي نَجيعْ
صِحَابٌ كرام عليهم سلامُ الإلهِ السَّميعْ
ومنْ تبعوهمْ بحُسْنٍ،،، إلى أنْ يحينَ الرُّجوعْ
يقولونَ حلْم؟! وماذا عَليَّ بهَذَا الصَّنيعْ؟؟
تَرونَ الأَنَاسي،، وإنِّي أَرَاهُ الحَبيبَ الشَّفيعْ
تَأَلَّهَ قلبيَ لَمَّا دَخَلتُ ........إلَى حضرةِ المصطَفَى ثُمَّ ذُبْتُ
فَغَامَ عَلَيَّ الوجودُ كَأنَّ الأَنَا هوَ لَيسَ أَنَايَ فطرْتُ...............
شَعْرْتُ بأَنَّ كيَانيَ يسَمو،،،،و َيَسبَحُ في ملكُوتٍ،،، فطرْتُ
فقلْتُ السَّلامُ عَليَكَ حَبيباً،، وَقَد طَالَ شَوقي إلَيكَ ،، وَهِمْتُ
فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ بروحٍ شَفيفٍ شَغُوفٍ لطيفٍ ؛؛؛؛؛ فشِمْتُ
بأنَّ دُنَايَ ثَوَتْ في جنَانٍ،،،، وَلَمَّا دَخَلْتُ حمَاهَا: سَجدْتُ..
مددْتُ إليهِ يداً بالسَّلامِ،،،،،،،و لمَّ جَفَا الحلْمُ عنِّي صحوتُ
على جنح ورقاء
على جناحينِ من ورقاءَ حالمةٍ
ركبتُ ظهرَ حَمَامٍ ملأَ أحداقي
إذ ليسَ ما قلتُهُ أضغاثَ أحلامٍ
لكنَّهَا الرؤيا ترقى بمصداقِ
حطَّتْ على موطىءٍ للقبَّةِ الخضرا
فخِلْتُ فيها اخضراراً صنْوَ أوراقِ
ثمَّ انثنيتُ إلى المحرابِ ألثُمُهُ
أسَّمَّعُ القيلَ من فيهِ بإطراقِ
كأنَّ طيراً على رأسي مُجنَّحَةً،
وصحبُهُ حولي......... أرنو بإشفاقِ
أهابُ من رَهَجِ الأنوارِ تُحرقني
لا ، لمْ، تُرَعْ، قالَ حِبِّي؛ مِلىءَ أشواقي
حَاشَا يُحرِّقُ أصحاباً، وإخواناً
من كانَ في الوَجْدِ حُبَّاً جِدُّ توَّاقِ
ما يفعلُ اللهُ في تعذيبِ من شكروا؟
حاشا يعذِّبُ أتباعاً بإحراقِ؟!
لكنَّهَا نارُ حُبٍّ ، والهوى ضَرَمٌ؛
يهفو الفؤادُ لوصلٍ؛ للعلا الراقي!
في روضةٍ بين قبرٍ فيهِ جثمانٌ
وبين منبرِهِ مِعراجُ أرزاقِ
إلى السماءِ العُلا؛ في جنَّةٍ تعلو،
والماءُ كوثرُهُ ؛ يجري بإغداقِ
شكاة
يا رسولَ اللهِ إنِّــي من هوايَ القلبُ منِّي
قد كَوَاهُ الوجْدُ حبَّاً كلَّمَـــــــا أمسى يُمَنِّي
بيْدَ أنِّي لي شَكَاةً قدْ أَمَضَتني ؛؛؛؛؛؛فإنِّي
في جَوَايَ اليومَ أحيَا فَصِراعُ القومِ يفني
في نزاعٍ ليسَ يُغني،،وحروبٍ ليسَ تُقني
هم غثاءُ السيلِ سِقْطٌ من متاعٍ ليسَ يعني
يا حبيبي تي شَكَاتي؛؛ فاقبلنْ شكوى مَفَنِّ
شكاة/ 2
تقدَّموا،، تأخَّروا............... وذاكَ أمرٌ أخطرُ
واستوردوا مناهجا؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ظنُّوا بها مباهجا
فَخَابَ فيها ظنُّهُم،،،،،،،،،،،، وأورثَتْهُمْ هَمَّهُمْ
تفرَّقُوا، تَشِرذموا،،،،،،، وفي الشَّتَاتِ أُغرموا
كم ضيَّعوا أمجادَهُمْ؟! فاستأسَدَتْ أعداؤُهُمْ؟!؟
حروبُهُمْ عليهُمُ................... راجعةٌ إليهِمُ
مصيبة
يا أحمدَ المختارُ إنَّا : في أتعسِ الأهوالِ صِرْنَا
متفرِّقونَ بلا حسَابٍ..... والأخبثونَ همُ رعوْنَا
النَّاسُ أمسَى ذُلُّهُم هو فخرُهُمْ، والفُجْرُ أخْنَى!!
مستسلمونَ لقادةٍ قد ترجموا الخيبَاتِ أمْنَا !!!
تَخِذُوا السَّلاَمَ سبيلَهُمْ وَعَلَى هَواهُ النَّذلُ غَنَّى!!
سَنُّوا الدَّعَارَةَ مَذهَبَاً!! وَلَقَدْ دَعوْهُ بذَاكَ فَنَّا!!!!
يا مُصطَفَى: هَذي شَكَاةٌ مِنْ مسلِمٍ قد غَامَ حُزْنَا
بعيد الشكوى
ولمَّا بُحتُ بالشكوى لمن يسَّمَّعُ النَّجْوَى
ثَوَى قَلبي بتَحنَانِ الذي تُرجى بِهِ السَّلوَى
وعشتُ لذيذَ أحلامي؛ أنمِّي حاسَّةَ العَدوَى
فإذ بالقلبِ ولهانُ لهُ في ذكرِهِ فَدوَى!!!!
ضِرَامُ حُشاشتي دَنِفٌ وكلُّ حواسِّهِ تَغوَى
كياني؛ كُلُّ ذرَّاتي التي تشكو سَلَتْ بَلوَى
ضِيا الأطيافِ يبهرني؛ أليستِ قصةً تُروى؟
بعيد الزياة
يا حبيباً زرتُ شوقاً روضَهُ
طائرَ الوجدِ أغني شغِفَا
لكَ تهوي أفئدٌ في مناهَا
ودبيبُ الحبِّ يسري ظَرفَا
يا فؤادي لا تسلني كنهَهُ
إنني نشوانُ أحكي الكَلَفَا
إن من يهوى جنابَ المصطفى
نالَ دنيا، ثمَّ أُخرى شَرَفَا
وحنينُ الصبِّ يكوي أضلعاً
وصِمَامُ الروحِ تحكي سَرَفَا
قلبيَ المتبولُ عانى عمرَهُ
وجَوَاهُ كانَ قِدْمَاً أَلِفَا
يَا حَبيبَاً رَوضُهُ ترياقُ سُقمي
كلُّ من ذَاقَ الهَوَى قد عَرَفا
ليسَ يَعني بُعدُهُ أو قربُهُ
كلُّ مَنْ مَسَّ الجَوَى قد غَرَفَا
إلى الطائرة ثانية
......وارتجَّتْ طَائرتي تَمشي فــي الأَرضِ كَصَقرٍ مَذعورِ
حُلُمٌ لكِنِّي أحسَبهُ: كَحَقيقَةِ أَمرٍ مسَتـــــــــــــــــــــــــــورِ
وَكَذلكَ مَذهبُ مَنْ عَرفوا،،،،،، أو غرَفوا من أَلَقِ النُّورِ
فالنُّورُ ضِيَا رَبٍّ عَدْلٍ ،،،،،،،،،،،،،،وَمُحَمَّدُ خَاتَمَةُ النُّورِ
وسوم: العدد 851