قف يا زمانُ, وقبّح لُوثةَ البشر=إذ يمكرون بأهل الحقّ والسُّوَر
توقّد الحقدُ في قلب الأثيم لظًى=وعربد الشّرُّ لا يخشى من النُّذُر
يا ويلَ مَن نسيَ الجبّارَ بطشتَه=فراح يهدم صرحاً عاليَ الخطَر
تفرعن الماكرُ الغدّارُ من سفَهٍ= لمّا خلا النّسرُ من بأسٍ ومن ظُفُرِ
هلاّ تذكّرتَ أقواماً قد اندثرتْ= من عهد نوحٍ وما قد كان من عِبَر
فلا يغرّنْكَ ما تحويه من عُدَدٍ= ومن جموعٍ ,وأنّا اليومَ في غِيَر
فالله يُملي لمن يبغي ويمهلُهُ=حتّى يحينَ عقابُ المجرم البطِر
والله مقتدرٌ , والله منتقمٌ= والله قاصمُ ظهر الظّالم الأشِر
* * *=* * *
وأنتم يا ذوي الإيمان فاصطبروا=فالصّبرُ جُنَّتُكم في الموطن العسر
فلتصبرُنّ على ما كان من محنٍ=فتحسنوا الأمر في وردٍ وفي صدَر
* * *=* * *
صبرأً أحبتنا , صبراً أئمّتنا=فالله مختارُكم للذّكر والقَدَر
صبراً جميلاً فإنّ العسرَ يعقبُه= يُسرُ الحياة بلا غمٍّ ولا كدّر
صبراً على محنةٍ في اللوح قد سُطرَت=حتّى تفرّقَ بين الصّفر والدّرَر
ويستبينَ لهيبُ الحقد منبعثاً= من قلب باغٍ على الإسلام مُستَعر
والنّاسُ إن فقدوا الأخلاقَ إنّهمُ= شرُّ البريّة من جنٍّ ومن بشَر
لم تبقَ فيهم من الإنسان فطرتُه= بل هُجّنوا من وحوش الغاب والبَقَر
والمسلمون زعاماتٍ وأنظمةً= في حمْأةِ المَكر والأحقاد والنُّكر
تبّاً لهم تبعوا الشّيطان وائتمروا= بكلّ داعيةٍ لله مُصطَبر
يا ويلَهم زعموا الشّيطان ينصرُهم=لكنّ زعمهمُ ضرْبٌ من الهَذَر
فإنّ صحْبَكَ يا إبليسُ في غَرَرٍ=وأنت تقْدُمُهم حتماً إلى سَقَر
وسُنّةُ الله نصر المخلصين له= وجاعل الحقّ فوق المُنْكَر القَذِر
* * *=* * *
والآن , يا إخوتي ,كونوا على ثقةٍ=من أنّ صبرَكمُ دربٌ إلى الظّفَر
ونحن إخوتُكم واللهُ يحرسُكم= نبقى على العهد في يُسرٍ وفي عسُر
ندعو القدير بأسماءٍ له عظُمتْ= ألاّ يُرَى لعدوِّ الدّينِ من أثَر
وأنتِ , يا قدسُ يا مسرى النّبيّ غداً=يُؤَذّنُ النّصرُ في أقصاك , فانتظري