هذه القصيدة مهداة الى شعراء الحق تشد عودهم ليزيد جودهم
***
***
يا شاعرًا سَكَبَ الشُّعورَ فَبَاحَ = صَاغَ الكلامَ قلائدًا ورِماحَا
عِبَرٌ تَجلَّتْ في حُروفِ قَريضِكُم ْ= مثل النَّسائمِ تُنعشُ الأرواحَ
حِكَمُ الضَّمائرِ بالسَّدادِ تَوَهَّجَتْ = فَبَدَتْ قصائدَ تُنشدُ الإصلاحَ
سَقْياً لِشِعْرٍ لامِعٍ ومُجدِّدٍ = يَرْوِي الشُّعورَ ويَجلبُ الأفراحَ
سيفُ الحقيقةِ والفضيلةِ في الوَرَى = يَحْمِي الهُدَى ويُقارِعُ الأشباحَ
عَسَلٌ يفيضُ طهارةً وحلاوةً = فاسْكبْ شُعورَكَ قدِّمِ الأقداحَ
ابنَ الهضابِ أطِلْ قَصيدَكَ مُنشِداً = كُنْ بُلبلاً فوقَ الرُّبَى صَدَّاحاَ
إنِّي سمعتكَ فاستعدتُ صَبابتي = ووجدتُني مُتفائلا طَمَّاحاَ
أسْكِتْ بِشِعْرِكَ ناقداً مُتحامِلاً = يَرمِي الأصالةَ لاغِياً نَبَّاحاَ
اليومَ يُرْهِبُ بالكلامِ تَقِيَّةً = وغداً يكونُ مُغامِراً سَفَّاحاَ
لا يَقتَفِي دَرْبَ النَّبِيِّ تَعالِياً = بلْ يَتْبَعُ التُّلْمُودَ والإصْحَاحَ
آهٍ على الضَّادِ الذي يَغْوِي بِه ِ= قدْ كانَ نورًا في الوَرَى فَتَّاحَا
يُلْقِي عَصَى الإبداعِ في سَاحِ النُّهَى = فَتَرَى الكَلامَ مُشَعْشِعاً لمَّاحاَ
وترى المقالةَ والقصيدةَ رَحْمَةً = تُشفِي القلوب َوتَطْرُدُ الأترَاحاَ
قُلْ للَّذِي يَلْوِي الحقيقةَ عَائِباً = مثل الأفاعي لادِغًا فَحَّاحاَ
شعبُ الجزائرِ مسلمٌ لا يَقتَفِي = مَنْ كَرَّسُوا الأوجاعَ والأقْرَاحَ
لا يُسْتَزَلُّ بِخائنٍ يَقْفُو العِدَى = يَقْضِي الحياةَ مُشاحِناً ضَبَّاحاَ
لَيْثَ الهِضابِ تَفاقَمَتْ عِلَلُ النُّهَى = فَكُنِ الطَّبيبَ الحاذِقَ الجَرَّاحاَ
سَكَنَ الدُّجَى في الكَاتِبينَ وأظلمتْ = مُهَجُ الحروفِ فأشعلِ المِصبَاحاَ
وأنِرْ بإبداعِ اليَراعِ جَوانِحاً = تأوي مُسَيْلَمَةَ العَمَى وَسَجَاحَا
أنشِدْ لِوَجْهِ اللهِ رَائِعَةَ الهُدَى = لا تَنتَظْرْ مَدْحاً ولا أرْبَاحاَ