وطن .. وطن
ردد معي .. وطنٌ .. وطنْ
في الصبح حين تري السنا
في الليل حين أتى الوسن
اجعل لسانك ذاكرا .. وطن .. وطن
في الحقل ، في الطرقات ، في الحاناتِ
في الافراح ، في الاتراح ، في وقت المحنْ
ردد بصوت هادر .. وطن .. وطن
وسالت نفسي ما وطن ؟
اهو التراب ام الحصى
ام انه الرمل المرصع والحجر
اهو الحقول الساحرات الخضر ترسل سحرها
ام انه الشجر المعطر بالمطر
اهو الطيور العازفات لحونها
فوق الغصون وفي محطات السفر
ام انه الانسان يحكي قصة في " الف ليلة " عن مسارات الخطر
عن همه المحبوس في دمه حجر
عن الف قيد لف معصمه والف قفل يعتلي فمه
والف غمامة للعين تحجب ما تبقى من بصر
عن صرخة عبرت محطات السكون بلا أثر
فتحولت صوب القبور مع المساء .... ولا خبر
*****
عفوا وطن
من انت حتى انتصر ؟
أأنت حاكم قد أمر
ملك الرقاب وخلفه وقف البغاة ..
يعظمون الظلم ما بين البشر
أم أنت شاعر قد أجاد قصيدة في مدحه ..
غنى النشيد وحوله كورال يعزف بالوتر
أم أنت عراب يسطِّر فرية ويجيد تأليف العِبَر
أم انت شيخ قد تلفح بالنفاق وقد فجر
عفوا وطن
ما كنت اغنية يرددها سكارى الحفل في وقت السمر
ما كنت غانية تبيع عيونها للقادمين من السفر
ما أنت إلا غصة بالقلب تبحث عن مقر
*******
يا أيها الوطن الحبيب تعبتني
أو كلما أرهقت نبضي في الصباح هجرتني بالليل رغم صبابتي
ولقد علمت بأن حبك قاتلي
فارفق بصب لن يحيد ولن يَزِل
يا أيها الوطن الذي في خاطري لحنٌ .. سألتك .. ما الخبر ؟
قد سرتُ في ركب الحيارى أستجير .. فمن يُجِر
ولقد سألتك حين باع القوم عرضك .. انتظر
انفض غبار الغدر عنك وعد لنا
قرب قلوب المخلصين إليك ولا تَذَر
الآن تعرف من آتاك مهاجرا من مهرجان الزيف يرقب طلتك
ويحط عندك رحله وقت الخطر
لا تلتفت للمرجفين ومن يبيع الوهم في الطرقات عند المنحدر
اسكب من الغضب المسوم فوقهم .. لا تنتظر
اركض برجلك واغتسل
دع عنك هذا الرجس ردد بعدهم :
وطن أنا للعابرين السائحين العابدين المخلصين ....
العائدين من السفر
وسوم: العدد 855