لا يشك عاقل مسلم في أن: "العُدْوَان عَلَى العَرَبِيَّةِ عُدْوَانٌ عَلَى الِإسْلَامِ",
وفي أن: "الضَّاد وَ الِإسْلَام مَعًا .. فِي خَنْدَقِ الكِفَاحِ"
"بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18/12"
***************
شبهات أعداء العربية والإسلام
****************
شبهة صعوبة النحو والإعراب
****************
إفساد عروض الشعر العربي
****************
الهجوم على البلاغة العربية
****************
تغريب الأدب العربي
الدعوة إلى العامية
****************
الكتابة بالحروف اللاتينية
****************
شبهة كونها لا تصلح للعلوم التجريبية
*****************
العبرية انقرضت وأعادها أهلها
****************
البلاشفة"الشيوعيون"أحيوا الروسية
****************
العيب والضعف فينا, وفصحانا باقية برغم مكائد الأعداء
****************
الضاد والإسلام صنوان
*****************
أين مجامع اللغة العربية؟
****************
من مزايا لغتنا الجميلة
***************
خاتمة
اِنْطِقْ بِهَا , لَا تَنْبِسَنْ بِسِوَاهَا=يَا مَنْ شَرُفْتَ بِأَنْ عَرَفْتَ صُوَاهَا
لُغَتِي الَّتِي مَلَكَتْ حِجَايَ وَ مُهْجَتِي= وَ غَدَتْ جَمِيعُ جَوَارِحِي تَحْيَاهَا
لُغَةٌ بِهَا أَوْحَى الِإلَهُ كِتَابَهُ= فَسَمَتْ إِلَى الْعَلْيَا ؛ يَضُوعُ شَذَاهَا
وَ هِيَ التي نَطَقَ النَّبِيُّ مُحَمَّد= بِحُرُوفِهَا , فِي سُنَّةِ أَسْدَاهَا
وَ بِهَا المـُؤَذِّنُ فِي نِدَاءِ خَالِدٍ= يَشْدُو لَنَا خَمْسًا , فَمَا أَعْلَاهَا!
اللهُ أَكْبَرُ ! مَا أَجَلَّ لُغَيَّتِي ؟= أَنَا لَنْ يَرُوقَ لِمَسْمَعِي إِلَّاهَا
عَرَبِيَّةٌ فُصْحَى يُرِيكَ بَيَانُهَا= سِحْرًا حَلَالًا دَبَّجَتْهُ يَدَاهَا
لَا تَحْذُ حَذْوَ عِصَابَةٍ مَفْتُونَةٍ=تَخِذَتْ مِنَ الغَرْبِ الْحَقُودِ قُدَاهَا
أَوْ عُصْبَةٍ ؛ إِبْلِيسُ حَادِي رَكْبِهِمْ=يَسْتَاقُهُمْ مُتَبَخْتِرًا تَيَّاهَا!
أَوْ رَهْطِ سُوءٍ أَسْرَجُوا عَيْرَ الْهَوَى=وَ مَضَوْا يُغِذُّونَ الْمَسِيرَ سِفاها
فَأَتَوْا بِبُهْتَانٍ , وَ بَعْضِ مَزَاعِمٍ=تَبْدُو لِذِي اللُّبِّ الحَصِيفِ سَفَاهَا
تَبًّا لَهَا , دَعوات سوء أَبْرَزَتْ=عَجْزًا وَ جَهْلًا , عِنْدَ مَنْ أَبْدَاهَا
زَعَمُوا بِأَنَّ النَّحْوَ صَعْبُ الْمُــرْتَقَى=فِي كُتْبِهِ , لِلطَّالِبِينَ سَنَاهَا
كَذَبُوا ؛ فَهَذِي الْكُتْبُ تَشْهَدُ ضِدَّهُمْ=قَدْ يُسِّرَتْ ؛ لِلرَّاغِبِينَ جَنَاهَا
وَ تَرَاهُمو يَشْكُونَ مِنْ كَلِمَاتِهَا= طَوْرًا ؛ إِذِ الِإعْرَابُ شَانَ بِنَاهَا
فَدَعَوْا لِتَسْكِينِ الأَوَاخِر؛ مَعْجِزًا= لُغَةُ الأَعَاجِمِ ؛ يَقْتَفُونَ خُطَاهَا
بُعْدًا ! أَمَا يَدْرُونَ أَعْظَمَ مِيزَةٍ= إِعْرَابَ فُصْحَانَا ؛ الَّذِي حَلَّاهَا
وعلى العَرُوضِ عَدَوْا لِكَيْمَا يُفْسِدُوا= لِبُحُورِهِ , و بَدِيعِ مُوسِيقاها
فأتَوْا بِغَثِّ "الشِّعْرِ" فِي "منثوره"=و رَكِيكِهِ ؛ بِطَلَاسِمٍ و دُجَاهَا؟!
لا وَزْنَ فيهِ , أبْهِمَتْ ألفَاظُهُ= و يُصِمُّ أُذْنَ السَّامِعِينَ صَدَاها
تَتَقزَّزُ الأسْمَاعُ مِن كَلِماتِه ,= تَسْتَصْرِخُ الغَثَيَانَ مِن فَحْوَاها؟!
و كَذا البَلَاغَةُ ما نَجَتْ مِن شَرِّهِمْ=سَخِرُوا بِمَبْناها , كَذا مَعناها!!
فَهِيَ المُبَيِّنُ لِلْهُدَى إعْجَازَهُ=في اللفْظِ والأسلوبِ ؛ عَبْرَ صُوَاهَا
سَخِرُوا بِأرْبَابِ البلاغة - ضَلَّةً -=عُلَمَائِهَا ؛ مَنْ أُشْرِبُوا لِهَوَاهَا
وعدوا عَلَى الأدَبِ الفَصِيحِ فغَرَّبُوا=أسْلُوبَهُ , و مَعَانِيًا نَهْوَاها؟!
حَاكَوْا بِذا آدابَ أوْرُبَّا الَّتِي=فُتِنُوا بِحُبِّ تُرَاثِها و خُطَاها؟!!
بِأسَاطِرِ اليُونانِ , أو وَثَنِيَّةٍ=و خُرَافَةٍ , بِسَذاجَةٍ تَغْشَاها!!
في قِصَّةٍ , أو مَسرَحٍ و رِوَايَةٍ=بِتَهَتُّكٍ , و خَلَاعَةٍ بِسَدَاهَا؟!
وَ الْبَعْضُ مِنْهُمْ قَدْ دَعَا لِلُغَيَّةٍ= عَامِّيَّةٍ سُوقِيَّةٍ ؛ يَرْضَاهَا
سُحْقًا لَهُمْ , هَلْ أَدْرَكُوا لِخُطُورَةٍ؟= مِنْ دَعْوَةٍ , تَقْضِي عَلَى أَبْنَاهَا
إِذْ تُصْبِحُ اللُّغَةُ الوَحِيدَةُ ذِي لُغَىً= وَ لِكُلِّ قُطْرٍ لَهْجَةٌ يَرْعَاهَا
فِي الشَّامِ, فِي مِصْرٍ, كَذَا سُودَانُنَا= وَ خَلِيجُنَا , أَوْ مَغْرِبٌ بِرُبَاهَا
وَ إِذَا بِسَاحِ الْعُرْبِ أَلْسُنُ عِدَّةٌ= بَلْ بِضْعَ عَشْرة أُمَّةً ؛ تَلْقَاهَا
نَحْتَاجُ أَلْفَ مُتَرْجِمٍ لِكَلَامِنَا= وَ صِحَافَةٍ , وَ إِذَاعَةٍ , بِصَدَاهَا
وَ لَقَدْ سَمِعْنَا بَعْضَهَمْ يَدْعُو إِلَى= تَغْيير خَطِّ كِتَابَةٍ ؛ نَهْوَاهَا
مِنْ شَكْلِهَا هَذَا , لِلَاتِينِيَّةٍ= شَتَّانَ بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَ ضُحَاهَا !
نَسِيَ الغَبِيُّ بِأَنَّ فِي الْفُصْحَى حُـرُ= وفًا عِدَّةً , لمْ نُلْفِهَا بِسِوَاهَا
وَ نَرَى فِئَامًا مِنْهُمُو خَرَجُوا عَلَى= قَوْمِي بِفِرْيَتِهِمْ , وَ مَا أَغْبَاهَا!
زَعَمُوا بِأَنَّ عُلُومَ تِقْنِيَةٍ تَنِي= فُصْحَايَ عَنْ إِيضَاحِهَا مَعْنَاهَا
فَعُلُومُ تَجْرِبَةٍ تُدَرَّسُ لَازِمًا= بِلِسَانِ لَاتِينٍ , يُري فَحْوَاهَا
وَ لِسَانُنَا الْعَرَبِيُّ لَيْسَ بِصَالِح= إِلَّا لِشِعْرِ النَّاسِ , فِي دُنْيَاهَا
كَذَبُوا فَسُورِيَّا تُدَرِّس ذِي الْعـلُو= مَ جَمِيعَهَا , بِفَصِيحَةٍ تَهْوَاهَا
دَأَبَتْ عَلَى ذَا مُنْذُ قَرْنٍ فَارِطٍ= بِمَعَاهِدٍ , و الْجَامِعَاتِ نَرَاهَا
بُعْدًا لَهُ من رَأَي مَأْفُونٍ غدا= مُتَجَاهِلًا لُغَةَ القُرَانِ ؛ مَدَاهَا
هَلَّا نَظَرْنَا لِلْيَهُودَ بِعِبْرَةٍ= عِبْرِيَّةٌ دَرَسَتْ , أُعِيدَ بِنَاهَا
أَضْحَتْ لَهُمْ لُغَةً تُرَى رَسْمِيَّةً= لَا يَرْغَبُونَ تَفَوُّهًا بِسِوَاهَا
وَ يُدَرِّسُونَ بِهَا الْعُلُومَ جَمِيعَهَا= كَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بِعِزِّ لُغَاهَا!
مَاذَا دَهَى الْعَرَبَ الْكَرِيمَ نِجَارُهُمْ= لُغَةٌ لَهُم , لَا يَحْرُسُونُ حِمَاهَا!
لِيَرَوْا فِرَنْسَا أَصْدَرَتْ قَانُونَهَا= تَحْمِي بِهِ لُغَةً تُرِيدُ بَقَاهَا
بِغَرَامَةٍ مِنْ كُلِّ مُتَّجَرٍ يُرَى= بِسِوَى لِسَانِ فِرَنْسَةٍ , أَعْطَاهَا!
وَ لْنَضْرِبَنْ مَثَلًا بِرُوسِيَا وَاضِحًا= مِنْ ثَوْرَةٍ لِلْبَلْشَفِي , أَدَّاهَا
فَعَقِيبَهَا لِينِينُ أسَّسَ مَجْمَعًا= مَقْصُودُه لُغَةٌ رَأَى إِعْلَاهَا
وَ أَمَدَّهُ بِالْجَمِّ مِنْ مَالٍ وَ مِنْ= مُتَخّصّصِينَ , بِعِلْمِهِمْ يُتَبَاهَى
شَرَعُوا بِتَرْجَمَةِ الْعُلُومِ جَمِيعِهَا= لِلِسَانِهِمْ , وَ بِسُرْعَةٍ تَتَنَاهَى
فَتَروَّسَت تِلْكَ الْعُلُومُ وَأَصْبَـحَ التـ= ــتـَّعْلِيمُ رُوسِيًّا ؛ بِكُلِّ قُرَاهَا
الْعَيْبُ فِينَا بَانَ لَا بِلِسَانِنَا= هَذِي الْحَقِيقَةُ مَنْ تَؤُمُّ جَنَاهَا
تِيهِي عَلَى الْجَوْزَاءِ يا لُغَةَ الْهُدَى= وَ تَأَلَّقِي فِي أَرْضِنَا وَ سَمَاهَا
إِذْ كُنْتِ لِلنُّورَيْنِ خَيْرَ مُعَبِّرٍ= فَتَسَنَّمِي قُنَنَ الْخُلُودِ ؛ ذُرَاهَا
وَ سَتُحْفَظِينَ بِحِفْظِ قُرْآنِ السَّنَا= هَذِي البِشَارَةُ , رَبُّنَا أَوْحَاهَا
وَ لْيَخْسَأِ الْأَقْزَامُ مِنْ نَبَزُوكِ مِنْ= أَهْوَائِهِمْ بِنَقَائِصٍ ؛ شِمْنَاهَا
فَعَدَوا عَلَيْكِ بِتُرَّهَاتٍ عِدَّةٍ= فَهِمَ الألبَّا ؛ كُلُّهُمْ مَغْزَاهَا
فَغَدَوْا يَرُدُّونَ السِّهَامَ لِأَهْلِهَا= بِالْبَيِّنَاتِ السَّاطِعَاتِ ؛ نَرَاهَا
فَتَهَاوَتِ الشُّبُهَاتُ و انْجَفَلَ الْعِدَا= مُسْتَحْسِرِينَ عَلا الوُجُوهَ شَقَاهَا
قَدْ أَخْفَقَتْ خُطَطٌ لَهُمْ حَلُمُوا بِهَا= لِإِمَاتَةِ الفُصْحَى الَّتِي نَهْوَاهَا
كَيْ يَقْطَعُوا صِلَةَ الشُّعُوبِ بِدِينِهَا= وَ تُرِاثِهَا ؛ لِتَذُوبَ فِي أَعْدَاهَا
لَكِنَّ مَكْرَ اللهِ حَطَّمَ مَكْرَهُمْ= فِإذا بِفُصْحَانَا يَعُودُ صَفَاهَا
الضَّادُ مِنْ دِينِ الْحَنِيفَةِ بَضْعَةٌ= وَ اللهُ يَشْنَأُ كُلَّ مَنْ يَشْنَاهَا
لُغَتِي بِهَا حُفِظَتْ كُنُوزُ تُرَاثِنَا= الْكَوْنُ ضَاءَ بِنُورِهَا و بَهَاهَا
أَجْدَادُنَا بَذَلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ= فِي صَوْنِهَا أَفَنَسْتَسِيغُ جَفَاهَا؟!
والْبَعْضُ مِنْ أَسْلَافِنَا وَ نُحَاتِنَـا الـ= أَعْجَــامِ مَمنْ أُشْـــرِبُوا لِهَوَاهَا
مِنْ فَرْطِ حُبٍّ قَالَ كِلْمَةَ مُعْجَبٍ= أَدْلَى بِهَا , يَا حَبَّذَا مَعْنَاهَا!
الشَّتْمُ عِنْدِي بِالْفَصِيحِ أَحَبُّ مِنْ= مَدْحٍ بِلَهْجَةِ فَارِسٍ عِشْنَاهَا
وَ يَجِيء خَلْفٌ بعد أَجْدَادٍ لَهُ= لِيَعُقَّ مقول أُمَّتِي فُصْحَاهَا؟!
أَيْن الْمَجَامِعُ فِي دِمَشْقَ وَ أُرْدُنٍ=وَ بِمِصْرَ وَ السُّودَانَ, أَيْنَ صَدَاهَا
سَائِلْ رِبَاطَ الْفَتْحِ عَنْ تَنْسِيقِهَا التّـ=ـتعْـرِيبَ أَيْنَ ثِمَارُهَا , وَ جَنَاهَا؟
لَمْ نَدْرِ عَنْ أَعْمَالِهَا شَيْئًا , وَ لَا=تَبْدُو قَرَارَاتٌ لَنَا , بِفَضَاهَا !
وَ أَخُو السِّيَاسَةِ لَا نَرَاهُ مُفَعِّلًا=لِجُهُودِها ؛ كِيمَا نَسِيرَ وَرَاهَا
ذَاتَ الْجُذُورِ تَفُوقُ أَرْبَعَـةً مِنَ الـ=آلَافِ , مَا لُغَةٌ شَأَتْ لِذُرَاهَا!
وَ تُبِينُ حَقًّا عَنْ أَدَقِّ مَشَاعِرٍ=سُوأى - لِمَا فِي النَّفْسِ- أَوْ حُسْنَاهَا
وَ بِالِاشْتِقَاقِ , كَذَا بِنَحْتٍ مُيِّزَتْ=وَ مُرَادِفُ الْكَلِمَاتِ , قَدْ أَغْنَاهَا
وَ نِظَامُهَا فَذٌّ بَأَوْزَانٍ بَدَتْ=أَوَمَا شَعَرْتَ بِسِحْرِ مُوسِيقَاهَا؟!
وَ جَمَالُهَا الْخَلَّابُ فِي أَلْفَاظِهَا=وَ كَذَا الْمَعَاني , مُشْرِقٌ بِسَمَاهَا
فَهِيَ الْمَلِيكَةُ لِلُّغَاتِ , وَ شَمْسُهَا=نَسَخَتْ أشِعَّتُهَا ظِلَالَ سِوَاهَا
وَ هِيَ الْعَرُوسُ بِحُسْنِهَا وَ دَلَالِهَا=يَدْرِي بِذَلِكَ كُلُّ مَنْ يَقْرَاهَا
سِرُّ الْجَمَالِ مُطَرَّزٌ بِحُرُوفِهَا=كَلِمَاتُهَا لله مَا أَحْلَاهَا !
قَامُوسُهَا الزَّخَّارُ فِي أَحْشَائِهِ= دُرَرٌ كَوَامِنُ , بُعثِرَتْ في ماها
قُمْ فَاسْأَلِ الْغَوَّاصَ عَنْ أَصْدَافِهَا= إِنْ كُنْتَ تَجْهَلُ كُنْهَهَا وَ عُلَاهَا
أَفَبَعْدَ هَذَا كُلِّه , نُصْغِي إِلَى=مَنْ جَاءَ يَزْعُمُ عُقْمَها , وَ وَنَاهَا
قَلْ لِي : بِرَبِّكَ هَؤلَاءِ أَيَنْتَمُـو=نَ لِمِلَّةِ الِإسْـلَامِ, أَمْ لِسِـــــوَاهَا؟!
أَتُرَاهُمُو حَقًّا لِأُمَّةِ يَعْرُبٍ= هُمْ يُنْسَبُونَ لِمَجْدِهَا , وَ سَدَاهَا
أَمْ أَنَّهُمْ أَعَدَاءُ أُمَّتِهِمْ وَ إِنْ=زَعَمُوا بِأَنَّ قُلُوبَهُمْ تَهْوَاهَا
الْمَجْدُ لِلْفُصْحَى على رَغْمِ العِدَا=و اللهُ يَكْلَأُ كُلَّ مَنْ يَرْعَاهَا