لا يهمني شكل الوقت بعد هذا الليل
سآخذها معي
حيث القلب
سبحة أمي العجوز
قبلتها على اسمي
انتظارها عودتي ليلا
وبعض حكاياتها عني
وأنا صغير
قالت
كم كنت شقيا
تتقن دور العريس
تضم ابنة الجيران إليك
ولا تخجل يا ولد
سآخذ
مشهد الفجر
من صلاتها
سورة النساء
في مصحفها
وعشب قبر أبي
لا يهمني شكل الوقت
بعد هذا الليل
يكفيني حبة قمح
كي احمل الأرض
في ثنايا البداية
ووصف ميلاد المشردين
وبكاء البلد للبلد
ولي حزن هنا
قرب مدفأة
إلى أن يعبره الشتاء
أستظل بالنسيان
وأمارس الحياة
كما تهوى الحياة
أقرأ
أحب
أكتب
وأرتشف قهوتي
لعلي أرمم وجهة
الرجوع إلي
ثم أبدأ الحكي
عن ليالي الظلال
وعن الأزرق الذي
طال خطوي كالأمد
إن الحدائق إن أقبلت
تطوي مرور الخريف
منذ متى تنتظر
على عتبات الوردي ؟
منذ السماء
ألن تنتهي ؟
من تعلم السماء
لا ينحني لليأس
يظل بجانب نفسه
يؤنس الأمل
ولم الرحيل إذا ؟
استراحة من غصة
الأمس ومحاولة
لتأتيت ذات بذاتها
وماذا عن الهزيمة ؟
لم انهزم
كنت وقد
انفصلت عن ما
حولي اللاأحد
ممكن هم الحالمون
من قال
أن الرحيل غياب ؟
اغترب
قد يصحو كنه الذات
داخل الغفوة فجأة
وتصلح خطأ ما
كان يراود خطاك
لا لكي تروض المعنى
على مقاس الأشياء
بل لكي تعيد المنحى
المثقل بالخيبات
إلى سياق الحلم
تجدد
واحتفي بك
كما يحتفي حب
بين روح وجسد
ما الذي يحمل صوتك ؟
لا شيء
غير إيقاعي الداخلي
فالصوت مرآة اللحظات
سأصعد إلى صمتي هناك
وأستريح من اليومي
لا أريد أن أصرخ
هل كنت تبكي ؟
تذكرت النهار
كان شبه موسيقى
وأحيانا عتمة لا لشيء
سوى أنه ردة فعل
والتاريخ يجتر المذبحة
أتشهد ؟
يسكنني الناي
منذ الدم
ينثره علي
أو يكد
كن الآن
على شكل نخلة
تطل من سماء
بعضا منك
أو مغزى قصيدة
كن قافية
واكتمل بك
استرح من أمس
وامتلئ بالغد
فكل غد بداية أخرى
صفة للولادة الأولى
لك الآن من أمامك
ومن وراء ما تركت
واحتمل الأتي
عن حتمية
لكل إساءة مجاز
وامضي إلى نفسك
عن كمد
وارحل إلى الأبد
وسوم: العدد 856