كانَ يَعُجُّ بالنساءِ المنزلُ= حينَ تَغَنَّتْ مرأةٌ تَغَزَّلُ
قالتْ عَرَفتُ في حياتي سبعةً= مِنَ الرِّجالاتِ بهم لا أخجلُ
حميمةٌ علاقتي بهم وما= بغَيْتُ، والبِغاءُ بئسَ العَمَلُ
هُمُ رجالٌ كُمَّلٌ في نظري= وحبُّهُمْ في مُهجتي لا يذبُلُ
و كلُّ واحدٍ لهُ محبَّةٌ= وقصَّةٌ تُروى ولا تُمَلِّلُ
أولُهمْ هو الذي تفتحت= عيني على رؤياهُ والمُدَلِّلُ
مُذْ كنتُ في لُفافةٍ وليدةً= يحملُني يضُمُّني يُقَبَّلُ
يشري ليَ الحلوى لأرضى والدُّمى= وكُلَّ ما أريدُ ليسَ يبخَلُ
فذاك يبقى مَثَلي الأعلى أبي= ووالدي وهْو الحبيبُ الأولُ
يَليهِ شخصٌ كنتُ مَعهُ طِفلةً= نلعبُ نلهو عنْ هُمومٍ نَغفَلُ
وقد حوانا قبلُ بطنٌ واحدٌ= لنا سريرٌ واحدٌ ومنزلُ
نقضي معاً أوقاتَنا ، نبكي معاً= نضحكُ في براءةٍ ونأكلُ
ذاكَ ابنُ أمي وأبي ذاكَ أخي=صديقُ عُمري في الورى المُفَضَّلُ
وقد أتاني ثالثٌ جعلني= أميرةً في بيتِهِ أُكَلَّلُ
فارسُ أحلامِ الصِّبا يأخذُني= على جوادهِ ، الفتى و البَطَلُ
تجمعُنا مودةٌ ورحمةٌ= والعشقُ فوقَ دارِنا يُظَلَّلُ
ذلكَ زوجي وأبو العيالِ لا= أرضى بغيرهِ ولا أُبَدِّلُ
ورابعٌ قد انتظرتُهُ على= تشوُّقٍ بلهفةٍ أُأَمِّلُ
بطني له كانَ الوعاءَ تسعةً= مِنَ الشهورِ بالعناءِ أحمَلُ
وضعتُهُ شممتُهُ أرضعتُهُ = ربيتُهُ وَهْوَ صغيرٌ طِفِلُ
ذلكِ إبني فلذةٌ من كبدي= يفديهِ قلبي والحشا والمُقَلُ
وخامسٌ رضيتُ فيهِ لابنتي= زوجاً يصونُ العِرضَ ليسَ يُهمِلُ
واخترتُهُ لِخُلْقِهِ ودينِهِ= وفي اختياري لا أُراني أُخذَلُ
فإنهُ كابني وما ولدتُهُ= أوصي ابنتي به ولا أُثَقِّلُ
حَماتُهُ أنا وفي حِمايتي= ذلكَ صِهري وهْوَ نِعْمَ الرَّجُلُ
وكانَ من صِهري وإبني سادسٌ= قد جاءَني في نسبٍ يتَّصِلُ
قُرَّةُ عيني وهو أغلى في الدُّنا= مِنْ وَلَدٍ كما يقولُ المَثَلُ
فَهْوَ امتدادٌ لي وفيهِ رَحِمي= تبقى وذِكري إنْ طواني الأجَلُ
ذاكَ حفيدي وابنُ إبني وابنتي= فخري وعزي حينَ عنهُ أُسألُ
ثُمَّ أتتها عَبرةٌ فاغرورقتْ= بالدمعِ عيناها كسَيْلٍ ينزِلُ
فأمسكتْ عَنِ الكلامِ فترةً= يغلبُها البُكاءُ ليستْ تُكمِلُ
قُلنْ لها : وأينَ صارَ سابعٌ= وقد سكتِّ عنهُ أهْوَ المُهمَلُ؟
قالت : معاذَ اللهِ فهو ساكنٌ= في مُهجتي ، لكنْ يحارُ المِقوَلُ
جعلتُهُ مِسكَ الخِتامِ آخراً= حتى يطيبَ في لساني العسلُ
أفضلُ سبعةٍ وما رأيتُهُ= بلْ وَهْوَ خيرُ الخلقِ وهو الأجملُ
أحبُّهُ ولا أُلامُ في الهوى= فهو حبيبُ اللهِ والمُبَجَّلُ
وكيفَ لا أحبُّهُ وقد هدى= بهِ الإلهُ مَنْ رماهُ الضَّلَلُ
ذاك حبيبي إنه محمدٌ= خيرُ النبيينَ الذينَ أُرسلوا
أرجو بأن يجمعني ربي به= أُحشَرُ في زُمرتهِ وأدخُلُ
صلَّى عليهِ اللهُ دوماً أبداً= ماسبَّحَوه الخلقُ أو هُمْ هلَّلوا