أبيات هذه القصيدة رثاء لقائدنا ومجاهدنا احمد القايد صالح رحمه الله واسكنه فسيح جنانه، الذي كان اسما على مسمى، وفّى بعهده ،وصان الأمانة، وادّى الوديعة ، ثم رحل الى العلياء، لينعم بالهدوء والأمان و الجنان مع الأبرار والشهداء.
الهَوْلُ يُبْدِي قيمةَ الأسماءِ = فاعْرِفْ طباعَ النَّاسِ في البأساءِ
ليس الرِّجالُ بمِيزةٍ موروثة ٍ= يُلقي بها الآباءُ للأبناءِ
إنَّ الرّجولةَ موقفٌ يسمو بنا = يوم اشْتدادِ الرُّعبِ في الأرجاءِ
في الضِّيقِ تبدو في النُّفوسِ طِباعُها = وتُمَيَّزُ المُثلَى من الخَرْقاءِ
كم خائرٍ يوم الزَّعازِعِ رَهْبة ً= كم هالكٍ في الفتنةِ العمياءِ
كم قائدٍ يرمي اللِّواءَ تَهَيُّباً = كم فارسٍ يَلْوِي من الأعداءِ
فتحيّةً للقائدِ الفذِّ الذي = رفعَ اللِّوا في اللّيلةِ اللَّيلاءِ
أعني الوَفِيَّ بِعهدهِ لبلادهِ = أهلَ العُلا في زُمرةِ النُّبلاءِ
أعني سَليلَ العزِّ في أوْراسِنَا =ابن الكرامِ السَّادةِ الشُّرفاءِ
* * *=* * *
يا قائداً صانَ البلاد َمنَ الرَّدَى = ومنَ الدَّمارِ ومنظرِ الأشلاءِ
أدّيتَ دورَك للجزائرِ صادقاً = ورحلتَ في عَجَلٍ إلى العلْياءِ
فانعمْ بحبِّ النَّاسِ تاجاً في الورَى = وانعمْ بجنَّاتٍ مع الشُّهداءِ
أنقذتَ شعبكَ من مَكيدةِ غادرٍ = ألْجَمْتَ أهلَ الطَّيْشِ والأهواءِ
فالشَّعبُ يذكرُ صدقَكمْ ووفاءَكمْ = وثباتَكمْ في لُجَّةِ اللَّؤْواءِ
أبديتَ عزماً صارماً مُتوهِّجاً = ألغى العمى في الأنفسِ الرَّعناءِ
أثبتَّ للأقوام أنَّ بلادَنا = أرضُ الهُدَى والحكمةِ العَصماءِ
إنَّ الوجودَ اليومَ يمدحُ رأيكمْ = ويَعُدُّكمْ عَلَمًا من الحُكماءِ
فلقدْ صَدَدْتَ عن الذين تهوَّرُوا = عاملتهم بالعفوِ والإرْجاءِ
ذاكمْ لأنَّ طِباعكمْ وخصالكم ْ= أنوارُ شمسِ سماحةٍ وإباءِ
لولا يقيني أنَّ شأنك في العُلاَ = لكتبتُ فيكَ مَراثيَ الخنساءِ
أنوارُ سَعيكَ في حياتك مَهَّدتْ = لمنازلِ الأبرارِ والنُّجباءِ
خُتِمَتْ حياتُكَ يا وَفِيُّ بِقُرْبَة ٍ= تُعليكَ فوقَ كواكبِ الجوزاءِ
الشَّعبُ يَلْهَجُ بالدُّعاءِ مَحبَّة ً= واللهُ أهلُ إجابة وعطاءِ
أترى يَخِيبُ دُعاءُ شَعبٍ مُؤمِنٍ = لمَّا يُنادي أكرمَ الكُرماءِ
طُوبَى لك الجنَّات لستُ بواهمٍ = فأنا المُحِبُّ وذاكَ سَهْمُ رَجائي
خُضْتَ المعاركَ مُصلِحاً ومُكافِحاً = حتَّى أتتكَ مَنيَّةُ الإعياءِ
ليس الشَّهيدُ فقطْ مَنِ اجْتَثَّ الرَّدَى = أنفاسَهُ في ساحةِ الهيجاءِ
فكذا الشَّهيدُ من استمرَّ مُجاهداً = حتَّى أتاه الموتُ بعد عَناءِ
* * *=* * *
عِشْ يا مُوَفَّقُ في السَّماءِ مُكرَّماً = يا من حَظيتَ بأكرمِ الأسماءِ
قد كانَ موتُكَ في الزَّمانِ كَرَامةً= كُبرى دليلَ طَهارةٍ وسَناءِ