ياربِّ مـا وأَدَ الرجا دعواتي=أو تاهَ خطوي في دجى الحسراتِ
علَّمْتَ قلبيَ أنْ يرى في شجوِه=أوفى رفيفِ محاسنِ البسماتِ
فنأى عن الكدرِ الممضِّ ، ولم يزلْ=يرجو رِضاكَ بأكرمِ الصَّفحاتِ
ساعاتُ أُنسٍ في دُجُنَّةِ محنةٍ=لـم تُبقِ من قلقٍ ولا آهاتِ
الَّلهُ للمضطرِّ جـارُ عِنايةٍ=والمنقذُ المأسورَ في النكباتِ
والباعثُ الأملَ الوريفَ بخافقي=يروي الحنايا من شذا النفحاتِ
ماعشتُ يوما في مهامهِ حيرةٍ=أو نابني يأسٌ بظلِّ أذاةِ
بين التفاؤُلِ والتَّشلؤُمِ برزخٌ=فأنِرْ مداهُ بجذوةِ العزماتِ
وافتحْ نوافذَ أو كُوَىً مهما طغى=كدرُ النوازلِ أو أسى الظلماتِ
وَثِقَنْ بربِّكَ مؤمنًا لاتنحني=لعواصفِ الأحزانِ في الأزماتِ
إنَّ التفاؤُلَ مركبُ القلبِ الذي=أغناهُ ربُّ العرشِ في الغدواتِ
وأخو التفاؤلِ لايضلّ ُبكربةٍ=أبدا ولا يشقى مع الشِّدَّاتِ
فدع التشاؤمَ . فيه أسبابُ العنا=للنفسِ يوردُها إلى الهَلَكاتِ
واعلمْ بأنَّكَ عبدُ ربٍّ قادرٍ=ماردَّ مَنْ يأتيهِ في الخلواتِ
فانهضْ ، وقلْ : ياربِّ جئتُكَ مؤمنًا=أرجو ـ بفضلكَ يارحيمُ ـ نجاتي
مازلتُ أركضُ هاهنا أو هاهنا=متعثرًا بالهمِّ واللوعاتِ
وبحثتُ عن ربٍّ سواكَ فلم أجدْ=أحدًا سواكَ يجيرُ في الغدراتِ
فسجدْتُ في محرابِ عفوِك آمنًا=و وجدْتُ ياربي بقربِك ذاتي
* * *=* * *
ياربِّ : ذي شكوايَ إلا أنها=شكوى المؤيَّدِ منك بالرحماتِ
لم أكترثْ يوما بما قد نالني=من ظالمين ـ تكالبوا ـ وطغاةِ
لوثيقِ إيماني بأنك ماحقٌ=أهلَ الأذى والشرِّ بالأخذاتِ
كم حاقدٍ ولَّى ، وآبَ بخيبةٍ=لمَّـا دفعتُ فسادَه بأناتي
والآخرِ المغرورِ عرَّى زيفَه=صبري عليه ، فَرُدَّ بالخيباتِ
ولكم أتاني مَن دحا أضلاعَه=بالكِبرِ منتفشًا وبالنفخاتِ !!
إذْ هلَّ فاستقبلتُه مستهزئًا=بالكبرِ ، بل بالوهمِ في النزغاتِ
يمشي يظنُّ بأنَّه فوقَ الورى=متفاخرًا بتفاهةِ الرغباتِ
كادتْ فعائلُهم تشتتُ خاطري=وتذيبُ حُسْنَ مآثرِ الطاعاتِ
وتردُّني متشائمًا متجاهلا=ماجاءَ من ربِّي من الآياتِ
لكنَّني وجهتُ وجهيَ للذي=وعدَ اللئامَ بأسوأ الحالاتِ
بئستْ مآثمُ مَنْ تدثَّرَ بالأذى=وأشاعَ سوءَ الخُلْقِ بالسَّوءاتِ
فتفاءَلي يانفسُ ، لاتتأخري=عن بذلِ حُلْوِ الطيبِ والثمراتِ