الى القدس السّليبة في زمن الخذلان والخيانة
يا قدسُ معذرةً فإنّنا عَفَنُ = قد دكَّ نخوتَنا الإفلاسُ والوهَنُ
أيّامُنا غرُبت فالليلُ يسجنُنا = الحقدُ مزّقنا والكُرْهُ والفِتنُ
لم تبقَ في زمن الخذلان مكرمة = الذلُّ هام بنا والعزُّ مُرتهنُ
والأمّة انتكست ْ في الذّبح مرغمة = ما في مدائننا أمنٌ ولا سَكَنُ
أضحى التَّديُّنُ في أفهمانا شغَباً = والنّاسُ في زمن البلوى بنا فُتِنُوا
غدرُ الذّوائب بالأحقاد دمّرنا = لم ينجُ يا أسفي شامٌ ولا يَمَنُ
غدرُ الملوك عبيدِ الرُّوم منتفخٌ = يشقى به الخلقُ والإسلام والوطنُ
يا قدسُ معذرة ًغابَ الرِّجالُ وما = في سادةِ القوم مَنْ يُرجى ويُؤتمَنُ
حادوا عن الذِّكرِ لم يرعوْا عقيدتَنا = إلى الخيانة والأعداء قد ركَنُوا
باعوا القضيَّة بالأوهام ويحهمو = واستسهلوا الذلَّ ، في رَدْم الونى دُفِنُوا
تبًّا لهم من ملوكٍ أو شيوخ رَدَى = أحوالُهم سفَهٌ تدبيرُهم مِحَنُ
قد دنَّسوا الدِّين بالأرزاء وانبطحوا = هُمُ الحثالة بين النَّاس والعَفَنُ
يا من تلومُ على شعرٍ أبوح به= قلبي تلَظّى شواهُ القهرُ والحَزَنُ
لكنَّ وجدي بيوم النَّصرمُكتملٌ= النّصر آتٍ.. فلا تاسوا ولا تَهِنُوا