إلى فضيلة الشيخ / عبد الله عبدالعزيز قحطان العمري مدير إدارة شئون القرآن الكريم بمملكة البحرين، بمناسبة إقراء ولدي معاذ محمود داود القرآن الكريم وحصوله على سند التلاوة برواية حفص عن عاصم بطريق الشاطبية على يد شيخه الجليل، وذلك يوم الجمعة المبارك 29 من جمادى الأولى 1441هـ ـ الموافق 24 من يناير 2020 م، مع وصيتي إلى ولدي بهذه المناسبة الطيبة.
([1] ) ـ هو أمين الوحي : جبريل
([2] ) هو شيخ ولدي، الشيخ الفاضل عبد الله عبد العزيز العمري حفظه الله
([3] ) هو ساحب السند أو الرواية التي يقال عنها رواية حفص عن عاصم .
([4] ) ـ إشارة إلى الآية 54 من سورة النور، " وإن تطيعوه تهتدوا ... " .
([5] ) ـ إشارة إلى الآية رقم 9 من سورة الإسراء " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ... " فهو لم يقيد الهداية بزمان أو مكان أو مجال.
سيظل ذكرك في السماء يُرَدّدُ = ويقال: هذا عالم ومجوِّدُ
هذا على سطح البسيطة حافظ = ومكانه أعلى الجنان يُمدَّدُ
تعطي الرواية حافظا عن حافظ = حتى يلقنك النبيُّ محمد
وعن الأمين([1]) يفيض من تنزيله = الواحد الأحد العلي السرمد
هذا طريقك إذ تصون كتابه = بين الأنام ووجهَ ربك تقصد
تعطي من العليا بكل توضع = كالشمس إذ تعطي الضياء وتسجد
فاضت على ولدي كريمُ فعالِكم = برواية تتلى ل "حفص" وتسند
وظللت تروي غدوة أو روحة = هذا النباتَ وزهرَه تتعهد
حتى استوى في سوقه أيامنا = وغدًا سننعم بالثمار ونحصد
فجزاك ربك رفعة ومكانة = وظللت ترقى بالكتاب وتصعد
* * *=* * *
ولدي ومن نعم الإله وفضله = أن قوَّمَتْكَ يدٌ تُضيء وتُحمد
أن شيَّدَتْك على البصيرة همةٌ = كانت بكل بصيرة تتشيد
أن قام " عبد الله "([2]) يرسل سَيْبَه = ولسيبه في فطنة تتلبد
أن كان شيخك في العطاء ك "عاصم"([3]) = طابت به السقيا وطاب المورد
ولدي عليك بأن تلازم سيره = فبحب أهل الله سوف تُسَوَّد
وبحبك القرآن تَكْسُو رأسنا = تاجا من الأنوار لا يتبدد
وبحبك القرآن تُهْدَى دائما = فهو الذي يَهْدِي الأنام ويرشد
والله في عليائه متفضلا = في "النور" بيَّن : إن تطيعوا تهتدوا([4])
وهداية القرآن للحسنى وفي = شتى مسالكنا ... ولا تتقيد ([5])
* * *=* * *
أ معاذُ: آن بأن تمسِّك حبلَه = وبأن تلوذ إلى حماه وتعمد
وبأن تعيش مع الكتاب ونوره = وبهديه في آيه تتزود
وإذا أردت بأن تُوفَّق للعلا = فهو الذي فوق العلا يتجسد
وإذا أردت سعادة أبدية = فهو الذي ببيانها يتفرد
وهو الذي للسعد يأخذ أهله = وحروفُه ترنو لهم وتغرد
وإذا أردت سكينة عُلْوية = فهو الذي في شاطئيه المورد
وإذا أردت ريادة ووجاهة = فهو الذي بك في رباها يُقْعِد
وإذا أردت غنى فإن كنوزه = من غير حصر للذي يتصيد
وإذا أردت العز فهو سبيله = وهو الذي يُقصي الدنيء ويُبعد
وإذا أردت بأن تحدد راية = فهو الذي في المشرقَيْنِ يحدد
وإذا أردت بأن تجدد خِلَّة = فهو الذي للعالمين يجدد
وإذا أردت النصر فهو سلاحه = ويَهُدّ أركان العدو ويفسد
وهو الذي لا تنتهي آياته = ولكل شبهات الضلال يفند
* * *=* * *
أ معاذ: إن الشبل يأخذ حظه = من فيض والده ولا يتردد
فإذا طواه الدهر، عاد لربه = ومن المتاع وشبهه يتجرد
وله لما أسداه قبل لنجله = من فيض خير، حاجةٌ تتأكد
هي أن تعج بدعوة مقبولة = فَيُفَك قيدٌ أو يُضَاء المرقد
أو أن تقوم بليلة قمَرِيّة = وتجدّ فيها بالدعاء وتجهد
وبأن تظل على الصلاح محافظا = بالبر والإحسان لي تتعبد
وكما أراقب حالكم متفقدا = فغدًا لحالي بالهدى تتفقد
أ معاذ: واستشفع بما أعطاكه = ربُّ البرية والغنيُّ الأجود
وانشد لأمك في الدجى إحسانه = فهي التي كانت لحظك تنشد
وهي التي سهرت، ومن أعماقها = كانت على السند الكريم تشدد
ولأجل هذا اليوم كم أبصرتُها = بالليل تلهج بالدعاء وتسجد
فاطلب لنا الرضوان من إكرامه = إن الكريم إذا طلبْتَ يُسَدِّد
ويريك من آلائه عدد الحصى = ويظل يغدق عن رضا ويعدد