ماذا عليّ إذا بكيتُ صحائفاً=من مجد آباءٍ لنا سَرَوَاتِ ؟!
قد جاء خَلْفٌ بعدهم برذائلٍ=صاروا بها في أسفل الدّرجاتِ
ماذا عليّ إذا نكرتُ عُروبة=ضلّت طريقَ المجد والعَزماتِ؟!
ماذا عليّ إذا رميتُ نفاقها=بشواظ نارٍ أو سَموم فلاة
زعمَتْ بأن القلب ينبض بالهوى=للمسجد الأقصى وللحُرُماتِ
زعمَتْ بأنّ حُماتها قهروا العِدا=في كلّ مُعْتَرَكٍ وكلّ غَزاة
أخذوا بأسباب الحياة كريمة= أخذوا بعلمٍ واقتدَوا بثقات
عمروا المساجد والمدارس والحِمى=بالنشء يُؤتي زاكيَ الثمرات
شهدوا بأنّ العلمَ يبني أمّة=بعد انهيار دعائم النهضَاتِ
فلذا تراهم يفتحون مدارسا= ونداؤهم هيّا إلى الخيرات
* * *=* * *
أتراكمُ صدّقتمُ وصف الألى=باعوا العقول بشهوة وفتات؟!
أتصدّقون هراءهم ونفاقهم؟!=كذبوا وأيمُ الله والسُّوَرات
هيّا فشاهد موطني في ظلمة=جاؤوا بها من غيهب النزَعاتِ
فهمُ يريدون الجهالة والخنا= للنشء كي يهفو إلى الشّهَوات
فإذا أعِنتهُ بأيدي قادةٍ= باعوا الضّمير لغاصبٍ وبُغَاة
* * *=* * *
لا يُغْوِينّكمُ شياطين العِدا=فهم هداة هزيمة وموات
أفما عرفتم مَن أراد هوانكم=بالجهل والتّشريد في الطّرُقات ؟!
أفما عرفتم مَن يُضَيّع عمركم=بالتّيه في بحرٍ مِن الظّلمات؟!
هو مَن أضاع حماكمُ في غفلة=من أهله وبدَوا لكم كرعاة
بئس الرّعاة إذا الذئابُ تجمّعتْ=كانوا لها عوناً على المُهَجات
هيّا اطرحوهم في حفائر غدرهم=هيّا أهيلوا الترب فوق رفات
مات الضّمير فلا يُرجّى خيرُهم=فاسْتَبْدِلوا الأحياءَ بالأموات
* * *=* * *
هيّا شبابَ الجيل نعلي راية= للحق في وطني بكل ثبات
أنتم جنودُ الحق في ساح الفدى=أنتم بشير النّصر والنفحات
فاستمسكوا بالعلم والذّكر الّذي=أهدى لنا الأنوار والبركات
هيّا إلى القرآن فاعتصموا بهِ=هيا إليه نحقّق الرّغَبات
هيّا إلى حبل الإله فإنه=حبل النجاة وجامعٌ لشتات
هيّا إليه قاهراً لعدوّنا=هيّا إليه مُؤذناً بنجاة
قرآننا دستور عيشٍ ماجد=في العالمين وواهب الجنات
فبه نعِزّ ولا حياة بغيره= هيّا إليه ليكشفَ الغَمرات
وبه نحرّر أرضنا ونفوسنا= وبه نحرّر أشرف الرّوضات
ونعيش في هذا الحمى بكرامة=في ظلّ دين الله والرّحمات
فالمجدُ تحريرٌ لمعراج الهدى=والمسجد الأقصى وقهر عداةِ
* * *=* * *
أمّا عيونُ عدوّنا فليرقبوا= أخْذ الإله وكلّ وعدٍ آت
واللهَ أسْأل أنْ يطيل عذابهم= في هذه الدّنيا وبعد ممات
ويسود جند الله في هذي الدُنا= وعدوهم في أسفل الدّرَكات
يا رَبّ ثبت في الجهاد قلوبنا= واغفر لنا يا سامعَ الدّعَوات