([1]) الحباء: العطاء.
بورك المرء قد أطال رجاءَهْ=طالباً فضل ربه ورضاءَهْ
في يقين جمٍّ وفأل خضمٍّ=وتخلٍّ عن حوله وبراءة
حُبُّهُ اللهَ وَهْوَ محض مصفى=صار فيه غياثه وشفاءه
والملاذَ الذي يفيء إليه=ولدى التيه في المهامه ماءه
من يُصِبْ حب ربه يلق فوزاً =ليس يحصي كل الورى أمداءه
قد رأى منه رحمة دون حدٍّ=أعشبت أرضه وندَّت سماءه
الأماني العظام مهما تمادت=كالذنوب العظام فيها هباءة
وهو فيها مؤمِّل وسعيد=وهي تهديه أنعماً وكلاءة
هكذا صاحبي وجلَّ هماماً=صبحه فاق في الخشوع مساءه
* * *=* * *
حين كان الشباب في برديته=كان صقراً وفارساً وجراءة
ثم ولى الشباب والعزم باقٍ=ليس فيه كلالة أو قماءة
باسماً هاتفاً لربي كياني=وبرائي فيه يؤاخي ولاءه
في غدي همتي تصير شهاباً=ساطعاً غالباً ودون إساءة
باهراً طاهراً نقياً تقياً=قاهراً قبل خصمه أهواءه
* * *=* * *
قلت والله عالم بخفائي=إن نفسي لوامة خطاءة
بيد أني أرى رضاها وريفاً=وهو أزكى المنى ندىً ووضاءة
وهو عالٍ وواعد وبشوش=وسناه الهادي يضيء سناءه
وإذا المرء حاز ذاك فأقسم=إن رب السما أجاب دعاءه
* * *=* * *
وأنا الآن والمشيب شعاري=ودِثاري قد زملاني عباءة
لن أبالي بلائم إن ربي=قد حباني وما أجل حباءه(