أصنام
حطم تلامذة لينين تمثاله صنماً بعد أن تحطم فيهم فكرة، رأيت ذلك فرأيت كيف ينتهي الضلال إلى بوار ينفيه التاريخ إلى قاعه، ويهيل عليه التراب.
وتملكني حيال ذلك شعور هائل بعظمة الإسلام الذي لا يزال يمتد، ولا يزال كتابه طرياً كما أنزل بالأمس، ولا تزال أقوام تهتدي بهداه، وتمنحه الولاء، وتجاهد في سبيله. اللَّه وحده مالك الملك، ودينه وحده الخالد المحفوظ، وكل الأصنام المادية والمعنوية إلى فناء.
تهوي الطغاة وتسقط الأصنامُ=وتزول رغم بريقها الأوهامُ
ويظلّ بعد حياتها ومماتها=فوق الزمان وصرفه الإسلام
تمضي القرون سريعة وبطيئة=ولها هدوء تارة وعرام
تطوي المواكب والقياصر والقرى=وكأنها جيش أصم لهام
ليست تجامل حين تبطش إنها=سنن تسير وغاية وزمام
تنفي إلى النسيان كل ذميمة=وعقيدة زلت بها الأقدام
ومسيطر حادت خطاه سفاهة=في أصغريه وبردتيه الذام
وهشيم فكر أفلست جنباته=مما تعز بصدقه الأفهام
لينين مات ومات عهد كذابه=ومزاعم شقيت بها الأقوام
ماتت مبادئه ومات بريقها=فكأنها نبأ عليه قتام
ونعاه للدنيا بنوه وأهله=والكون يشهد والدنا أقلام
أزرى به من ألَّهوه وطالما=نظروا إليه خشعاً وأداموا
سجدوا على أبوابه وحجابه=ومشوا إليها سادرين وهاموا
طافوا به في موته وحياته=وبكوا على أعتابه وأقاموا
يتلمسون حياتهم وطعامهم=وشرابهم والمطعمون لئام
فكأنهم في بؤسهم وهوانهم=حشد من الأجراء أو أيتام
العقل منهم سادر في وهمه=والذل فيهم غيهب ورغام
يفنى الضلال رموزه وطروسه=ومآله ومآلهن رجام
ويبيد طاغية ويهلك مارق=ويموت فكر أحمر وظلام
ويظل رب الكون سيد ملكه=وله تعالى النقض والإبرام
قل للطغاة الملحدين ترقبوا=فجراً لنا في راحتيه حسام
يطويكم طيَّ السجل كتابَه=ويذيقكم كأسَ الفناء حِمام
أذِّنْ بلالُ وأعلِ صوتك إنه=هديٌ تسير بنوره الأقوام
والمسلمون اليوم رجع حُدائه=يتذامرون وكلهم إقدام
والنصر معقود على راياتهم=والمجد فيهم شامخ والهام
سيظل هذا الدين طوداً راسخاً=في كل رابية له أعلام
والملحدون مبادئاً ومدائناً=رمم بلين ولوثة وأثام
ستموت كل ضلالة مهما عتت=ويظل في أعراسه الإسلام
وسوم: العدد 870