خلوت وقلبي أسير الشتاتْ=وأدمع عيني همت جارياتْ
وحزني نبيل كما المكرمات=وهمي ثقيل كما الباذخات
أدافع عجزي وأهوى الشموخ=فأعلو وأهوي مع السافيات
فلا أنا نسر أبي عزيز=يجوز الفضاء ويرضي الأباة
ولا أنا في السفح صنو البغاث=رهين غواش أتت كالحات
* * *=* * *
وبينا أنا سادر هائم=أصخت لصوت أتاني الغداة
يقول أطلت فهلا سكنت=وأدركت نفسك قبل الممات
غريب غريب فهلا هدأت=وهلا أنست إلى البشريات
وأخلدت للأرض حيث المنى=وفارقت عيش الأسى والشتات
وسالمت دهرك, والطيبات=حواليك ما بين غاد وآت
فِناء وظل وماء نمير=ونعمى بها تُستطابُ الحياة
من اسطاع قبلك إصلاحها=وقوَّم ما هدَّ منها الطغاة
فبادر لذائذها غدوة=وأترع كؤوسك قبل الممات
وفيك الشباب الذي لا يعاب=ومال وعزم وماء فرات
إذا أنت أنفقت في حبها=شبابك فزت بصفو الحياة
تلذ الليالي فما محزنات=وتمضي وآلاؤها هاميات
* * *=* * *
توهمت أني أجبت النداء=وقلت لملقيه إني موات
أعيش كما شئت عبد المنى=وأركن للبغي والباغيات
ولكنَّ جلجلة كالرعود=أهابت حذار فذاك الممات
حذار فما الذل للمسلمين=وأين السفوح من الشامخات
ولا تركننَّ لعسف الغشوم=ولا تخضعن لقيد الطغاة
وأنت الكريم بعز السجود=وأنت الجواد وما من أناة
فعش سيداً مثل هام الجبال=ومت سيداً مثل صقر الفلاة