**********
أَقْبِلْ فَوَجْهُكَ مُشْرِقٌ رَمَضَانُ=تَزْهُو بِكَ الأصْقاعُ والبُلدانُ
شَهْرُ الصِّيَامِ لَهُ القُلُوبُ مَشُوقَةٌ=أوْقاتُنَا بِقُدُومِهِ تَزْدَانُ
* * *=* * *
تَزْكُو بِه أرواحُنَا و نُفُوسُنا=تُمْحَى به الآثامُ و الأدْرَانُ
شهرٌ يَصُومُ المُسلمونَ نَهارَهُ=يَرْجُونَ فَوْزًا بَابُه الرَّيَّانُ
شهر لِمَقْدَمِه الجِنَانُ تَزَيَّنَتْ=و تَفَتَّحَتْ مِنْ شَوْقِهَا البِيبَانُ
فِيهِ يُنَادَى الخَيِّرُونَ ؛ ألَا اقْبِلُوا=و بُغَاةُ شَرٍّ ؛ أقْصِرُوا لِتُعَانُوا
و لِأجْلِ تَوْبِ المُسْرِفِينَ لِرَبِّهِم=قَدْ غَلَّقَتْ أبْوَابَهَا النِّيرَانُ
أمَّا الشَّيَاطِينُ العُتَاةُ فَصُفِّدَتْ=و وُجُوهُهَا قَتَرٌ بِهَا , وهَوَانُ
* * *=* * *
شَهْرُ المَرَاحِمِ والمَوَدَّةِ و التُّقَى=و بِهِ تَنَزَّلَ ذِكْرُنَا القُرْآنُ
"الصَّوْمُ لِي وأنَا الَّذِي أجْزِي بِهِ"=أَثَرٌ عَظِيمٌ ؛ قَالَهُ الرَّحْمَنُ
شَهْرُ التَّرَاويحِ الجَزِيلِ ثَوَابُهَا=لِلنَّفْسِ في عَمَلٍ بِهَا اطْمِئْنَانُ
و به لَيَالِي القَدْرِ عُظِّمَ قَدْرُهَا=قُمْ أَحْيِهَا , يَا أيُّهَا الإنْسَانُ!
* * *=* * *
هَيَّا اعْتَكِفْ فيها, وقَدِّمْ صالِحًا=طُوبَى لِعَبْدٍ دَأْبُهُ الإحْسَانُ
فَكَذَاكَ كانَ مُحَمَّدٌ و صِحَابُهُ=و التَّابِعُونَ , و قُلٌّ الكَسْلَانُ
يَتَسَابَقُونَ إلى رِضَى مولاهُمُو=في الخَيْرِ؛ لا يَخْلُو لَهُمْ مَيْدَانُ
* * *=* * *
يا أيُّهَا الشهرُ الكَرِيمُ فَكُنْ لَنَا=حُجَجًا يَفِيضُ بِخَيْرِهَا المَيدانُ
طُوبى لِعَبدٍ فيه يُكْثِرُ طاعَةً=و لِمَنْ أضَاعَ الوَيْلُ والخُسْرَانُ
* * *=* * *
رَبَّاهُ شَفِّعْهُ بِنَا مِنْ ذَنْبِنَا= كَيْمَا يُسَرُّ بِقُرْبِنَا رِضْوَانُ
واجْعَلْ لَيَالِيَهُ الحِسَانَ عَوَامِرًا= بالخَيْرِ والطَّاعاتِ , يَا دَيَّانُ!
أنهيتُها في كورفز- صمصون, ليلة الأحد س 357 د صباحا, في: 4/4/1438هـ = 1/1/ 2017م, وكنت ابتدأت أبياتها الثلاثة الأولى في الإمارات قبل زهاء عشر سنوات, وطبعتها ونقحتها وزدت عليها الأبيات (5, 6, 7) في أنجيز- صامسون, صباح الأربعاء 5/9/1441هـ = 29/4/2020م, وقد فقدتها مدة طويلة فحزنت لفقدها حزنا عظيما؛ لأني لم أقل في رمضان شعرا غيرها, وبحثت عنها لنحو أسبوع من الآن حتى وجدتها ففرحت بها فرحا عظيما يضاهي فرح الطفل بهدية العيد؟! وطبعتها, وهي آخر ما طبعت من شعري إلى الآن؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وتُسْتَدَرُّ البركاتُ والخيرات وأسأله المزيد, آمين.