لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ أبي لهبْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ أبي لهبْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ مذيع تلفازِ الحكومة..
إنْ كذبْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الحزبِ...
و الصحفِ التي أردافها...
تهتزُّ مِن فرط الطربْ
لحديثِ قائدنا العظيمِ إذا خَطبْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ نباحِ كلبٍ أجربٍ...
مِنْ يومِ أنْ عـَضَّ البلادَ..
أصابها داءِ الكَلَبْ
في كلِّ شيءٍ..
في الزراعةِ و الصناعةِ..
في السياسةِ و الثقافةِ و الأدبْ
لا صوتَ يَعلو فوقَ صوتِ عمامةِ المفتيْ..
الذي يفتي بحيَّ على الجهادِ لقتلنا
و على حدودِ بلادنا
يفتي بحيِّ على الهَربْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ رصاصةٍ..
حَرمَ القتيلُ صغارهُ كي تُشترى
و بها أمامَ عيونهم ..
قـُتلَ القتيلُ بلا سببْ
يا أيَّها المولودُ في وطنٍ...
يُباعُ على الرصيفِ كمومسٍ..
أو يُغتصبْ
يا أيَّها الموؤدُ تحت القهرِ..
و الممنوعُ حتى مِنْ محاولةِ الغضبْ
يا أيَّها المختومُ فوقَ جبينهِ..
بعبارةِ : اخرس...
فالسكوتُ مِنْ الذهبْ
يا أيَّها الـ " نـَعـَمُ " التي..
ولدتْ لترمى في صناديق الزعيمِ " المُنتخبْ "
يا أيَّها الكفُّ التي..
خُلقتْ لكي تبقى تصفِّق..
دونَ أن تبلى.. لآلافِ الخُطبْ
يا أيَّها الباقي طوالَ حياتهِ..
" رقَّاصةً " أو طبلة...
تحتَ الطـَلبْ
يا أيَّها المجنونُ دونَ شهادةٍ رسميةٍ..
و الميَّتُ الماشي على قدمينِ..
و الطافي على دمهِ الذي بلَغَ الرُكبْ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ أبي لهب
وسوم: العدد 875