في السَّماواتِ ذكرُكَ المأثورُ=وعلى الكونِ نورُكَ المنشورُ
ورفيفُ الأذانِ يسطعُ فيه=باسمِكَ العَذْبِ ــ يامحمَّدُ ــ نورُ
بأبي أنت ـ سيِّدي ـ وبأُمِّي=وبغالي الأرواحِ ... أنتَ جديرُ
صلواتُ الرحمنِ تغشاكَ مجــدًا=تتثنَّى على سناه العصورُ
تعسَ المجرمون يومَ أساؤوا=فمُحيَّاكَ رحمةٌ و سرورُ
دونَ مرقاكَ داخَ كلُّ حقودٍ=وتردَّى على البوارِ الجسورُ
قِممُ الفخرِ نهجُها صَفْوُ فضلٍ=وبكَ الفخرُ ـ في الزمانِ ـ فخورُ
جئتَ للناسِ بالبشارةِ ترجو=أن يثوبَ الذي عراه الفُتورُ
وكفاكَ الدَّيَّانُ بأسَ غَوِيٍّ=مبعدٍ ـ بالتَّبارِ ـ وهْوَ حقيرُ
فالمعالي لمَن أطاعَكَ تُرجَى=والمخازي لمَنْ جفاكَ حصيرُ
ومحبُّوكَ في جنائنِ عدْنٍ=ولظى النَّـارِ للطغاةِ مصيرُ
ياشفيعًا ـ يومَ النُّشورِ ـ وظلاًّ=نحوه أنفُسُ العبادِ تطيرُ
فيكَ أغلى محاسنِ الجاهِ تُرجَى=مجتناها ـ يومَ الحسابِ ـ وفيرُ
المقامُ المحمودُ والفضلُ بادٍ=إذْ حباكَ الودودُ وهْوَ غفورُ
لكَ في الحشرِ ـ سيِّدي ـ درجاتٌ=عالياتٌ وجنَّةٌ و حريرُ
قمْ تشفَّعْ ، يقولُها اللهُ حتَّى=يطمئنَّ الملتاعُ والمذعورُ
خابَ ـ واللهِ ـ مَنْ قلاكَ بدارٍ=لَعِبٌ ساحُ عمرِها و غرورُ
والمسيئون في البريَّةِ قومٌ=حيثُ كانوا طعامُهم خنزيرُ
وسرابيلُ قُبحِهم قَطِرَانٌ=والشرابُ :الحميمُ حينَ يفورُ
إنما عيشُهم بدنيا المخازي=ســفهٌ ـ طائشٌ كفَُـه ـ وخمورُ
* * *=* * *
قد تثورُ النُّفوسُ دون متاعٍ=دنيويٍّ ، وللهدى تأخيرُ !!
ولمرمى أطماعِها عزماتٌ=ولمغنى عليائها تقصيرُ !!
أشغلتْها طرائقُ العيشِ جهلا=واعتراها في الطيِّباتِ الفتورِ !!
أين منها نبيُّها يومَ نادى=وهْوَ أولى بها ، فكيفَ تخورُ ؟!
وتولَّتْ تختارُ قُبحَ الدَّنايا=فإلى الذّنبِ للخُطى تبكيرُ
مَنْ يُجبْ دعوةَ النَّبيِّ فقد أحياهُ ...=... روحٌ ـ مدى الحياةِ ـ أثيرُ
يومَ نادى الحبيبُ : فاتًَّبِعوني=فاستجابَ الفتى التَّقيُّ الطهورُ
وتراخى الأفَّاكُ غيرَ مُبالٍ=وتولَّى بالخسرِ وهْوَ حسيرُ
تعسَ العبدُ إنْ تولاَّهُ غيٌّ=مالَه في ظلامـِه تنويرُ
واقعُ الأُمَّةِ الكريمةِ مُخـزٍ=كـدَّرَ الذُّلُّ وجهَـه والفجورُ
والمآسي عشاؤُها كلَّ يومٍ=والرزايا ـ عند الصباحِ ـ الفطورُ
واقعُ الأمةِ الحزينِ : حصادٌ=فيه شوكٌ ، وفيه عيشٌ مريرُ
وسجونٌ فيها العذابُ تلظَّى=لبنيها ، وفيه ـ ويلك ـ نيرُ
واقعٌ مفجعُ الرؤى مكفهرٌّ=فيه ممشى خطوِ الدعاةِ عسيرُ
حكَّـمَ الناسُ رأيَ كلِّ غبيٍّ=فالقوانينُ خيرُها مبتورُ
فلأحكامِ الجاهليةِ يبغون ...=... وللشرعِ عندهم تبريرُ
واستكانوا ، فعوقبوا بانهزامٍ=صاغه وهنُهم فبئسَ العثورُ
اليهودُ الأشرارُ والدولُ العظمى...=... وهذا الأسى ، وذاك الثُّبورُ
والدمارُ المشهودُ في كلِّ صقعٍ=في مغانينا والدَّمُ المنثورُ
وكأنَّ الفناءَ خيَّمَ يطوي=مالَدَينا لو هزَّنا التَّغييرُ
* * *=* * *
ويحَ نفسي ، وقد أثرْتُ شجاها=وبها الهمُّ ـ بالفؤادِ ـ يدورُ
والرَّزياتُ لم تزلْ باضطرامٍ=وكأنِّي ـ كأُمتي ـ مقهورُ
إنما ينفضُ البلاءَ انبعاثٌ= ـ بالمثاني ـ وموكبٌ منصورُ
فبنُوهُ الأبرارُ لم يستكينوا=وبغيرِ الإسلامِ لم يستنيروا
هبَّتِ الأُمَّةُ الأبيَّةُ يُحيي=ميْتَ مافي أحنائها التَّذكيرُ
ودويُّ الإيمانِ عادَ ، فأصغى=ظالموها إذْ أرعدَ التَّكبيرُ
سيزولُ الطغاةُ رغمَ التَّجَنِّي=فجناحُ استبدادِهم مكسورُ
القويُّ الجبَّـارُ ربُّ البرايا=أمهلَ الظالمين حتَّى يحوروا
فاستطالوا ، وللجليلِ انتقامٌ=وإليه مآلُهم والنُّشورُ
وله الكبرياءُ فلْيخسأ البغيُ ...=... تمادتْ كفَّـاهُ وهْوَ حقيرُ
يقصمُ اللـــهُ ظهرَ كلِّ عدوٍّ=فرؤوسٌ مقصومةٌ و ظُهورُ
وسيبقى الإسلامُ رغمَ أُنوفٍ=مشمخراتٍ ... زيفُها منخورُ
ويعودُ الربيعُ يملأُ دنيانا ...=... أريجا تشدو عليه الطيورُ
وبفيءِ الإسلامِ أمرعتِ الأرضُ ...=... وفاضتْ بالطيباتِ العُصورُ
إذْ سقاها ( محمَّدٌ ) بيديه=فتثنَّتْ على الحقولِ الزُّهورُ
وتحنُّ الأيامُ شوقًا وحبًّـا=لعهودٍ : نشيدُها مأثورُ
حيثُ جارَ الأعداءُ وانتُهكَ الأمنُ .=... وطالَ امتدادَه التدميرُ
والردى ، والدماءُ ، والقلقُ المشحونُ=... بالخوفِ ، شأنُهم ، والقبورُ
لارعى اللهُ في الورى أمَرِيكا=إنها الشُّؤمُ والأذى والجورُ
وحمى المسلمين من كلِّ شرٍّ=إنَّ ربِّي ـ إذا أرادَ ـ قديرُ