أكلّما عاد أيّارٌ تعاورَنا=لفحٌ من النّار أو نفحٌ من الزَّهَر ؟ !
ففيك , أيّارُ ذكرى كم أُسَرُّ بها=إنّي لأذكرُها بالحمد للقدَر
إذ قد وُهبنا, وقد حلّ المَشيبُ بنا=مسكَ الختام وصفوَ الرّاح والسّكر
فكنت أنت , أيا إسلامُ يا ولدي=نفح الورود قبيلَ اللفح بالشّرر
فكان يومُك يومَ البشر ذا عبَقٍ=وبعدَه جاء يومُ الحزن والكدَر
إذ رفرفت ليهود الرّجس ألويةٌ=في أفق موطننا , والعُربُ كالجزَر
فكان ما كان من أرزاء نكبتنا= ورزء أندلسٍ ذكرى=لمدّكرِ
فما انتفعنا بذاك السّفر وا أسَفا=سفر الضّياع , فقفّينا على الأثَر
وحكمة الله , يا إسلامُ , قد جمعتْ=يومين ضدّين , هذا فعل مقتدِر
بشرٌ وحزنٌ , كذا الأيام ماضيةٌ=والله صيرها درساً لمعتبر
ندعو الإله بأن يمحو الأسى لنرى=يوم السّرور يضيء العمر في كِبَري
وما سروري , يا إسلامُ طيف رؤىً=فرحمة الله وافت كلّ مصطَبِر
إنّي لأرقب لقيانا على ثقةٍ=من قدرة الله فهو الغوث في العسُر
لا تيأسنّ , فإنّ الله راحمنا= ولْتُبقِ حبلك موصولا بمقتدِر
غداً تنوّر يا إسلامُ منزلنا=غداً تطيب حياةٌ بعد معتكر
عمراً مديداً , أيا إسلامُ منطَلقاً=من كلّ قيدٍ , بجاه المُرسَل العطِر