هديل
لاتخافي من حُبي ياهديلُ
إنَّ حُبي خلية نحلٍ منها الشهدُ يسيلُ
لاطوقَ ظلامٍ فيهِ الحُزنُ وفيهِ العويلُ
إنَّ حُبي في حومةِ الرَّقصِ لحنٌ جميلُ
كحلٌ لخريفِ الرموشِ هو السِّحرُ والسَّلسبيلُ
شامةٌ دونها الخدُّ صحراءٌ وعليلُ
حُمْرَةٌ في شفاهِ النساء تُقيمُ ولاتستقيلُ
جَرَسٌ يوقِظُ النَّهدَ من نومِهِ ولهُ غَزَلٌ يَسْتَحيلُ
وربيعٌ يحلو ويسمو بهِ الضَّمُّ والشَّمُّ والتَّقبيلُ
وَلِطيبِ شذا ليلةِ العُرسِ هالاتٌ وهديلُ
ورغيفُ سماء عليهِ الأكفُّ تَميلُ
وجميعُ عطاءاته تسبيلُ(*)
*******
يالؤلؤةَ المهرجانِ وياتاجَ الشعراءِ تعالي
صافِحي صالِحي كفَّ حُبي
وطليقاً دعيهِ
فَوْقَ ظُلمَةِ شَعرِكِ يَعلو
سَتَرَيْنَ زهورَ الخزامى فيهِ
سَتَرَيْنَ منابعَ كلِّ الأضواءِ فيهِ
*******
ياقبْلَةَ حَبَّاتِ الأمطارِ تعالي
وَدَعي عَنْدليبَ الحُبِّ يُغَرِّدُ فينا
وَيُعَشِّشُ فينا
وَيطوفُ كما يَشْتَهي حَوْلَنا
وَيُغازِلُنا كلما يعلو بيننا
فالحُبُّ أناشيدُ سلامٍ ووئامٍ
أمطَرَتْها السَّما فَوقَنا
*******
يالَحْناً يُقَبِّلُهُ قَصَبُ المزمارِ تعالي
فأنا أنتمي لِفَصيلَةِ نَبْضِ الهوى
وأنا من أسْرَتِهِ
وسعيدٌ بين أسِرَّتِهِ
وفخورٌ بين مسيرتِهِ
وأميرٌ بينَ الورى أمشي
كلما يَعْتَلي هامتي تاجُ هَيْبَتِهِ
والهوى عندي ياهديلَ الهوى
دفُّ درويشٍ زاهدٍ بالشَّكلِ وبالمحتوى
يجمعُ الدنيا حَوْلَهُ وعليها لايَتَشَظَّى
كوثرٌ لا أدري أشْرَبُهُ أم بهِ أتَوَضَّا
*******
ياشفاهَ دواوينِ الشعراءِ تعالي
فأنا لمْ أكُنْ يوماً مِثْلَ ذاكَ الذي
رَكَلَتْهُ الرّدى فَهَوى ذِكْرُهُ وانطوى
حينَ لَمْ يَجْعَلْ من خافِقِهِ إلامَرْقصاً مااحتوى
لسوى أنيابِ الخَدِيعَةِ والغَدْرِ والغشِّ
والتصفيقِ الراكعِ دوماً لسمِّ النَّوى
لالِعِطْرِ أزاهيرِ المُلتقى
لا ولا لِسَنا المُرْتقى
*******
ياوَجْهاً حين أحاصِرُهُ بِيَدَيَّا
ينتشي عشري وَيَبُثُّ عطورا
وفؤادي يُصبحُ للعشاقِ بُحورا
ويظلُّ يَفِيضُ هوىً مُلتقى رافِدَيَّا
*******
ياعِنَاقَ الفصولِ تعالي
وكفاكِ دُموعاً
فإنَّ الدُّموعَ لدُنيا الأسى خادِمٌ وَعَمِيلُ
يانَفْخَةَ روحٍ بها يَخْضَرُّ عمودُ الشِّعرِ تعالي
وكفاكِ ضياعاً
فإنَّ الضياعَ لنارِ الحَضِيضِ يَمِيلُ
(*) التَّسْبيلُ : هو كلُّ عطاء في سبيل الله .
وسوم: العدد 876