والصحب شرّفهم من الرحمان رضـوان ومجد خالد وسناء
يا منكرا أن الدعاء وسيلة = يشفى به ذو علة ودواء
إن الذي برأ الخليقة دلّها = أن النوال ضراعة ودعاء
والمارقون إذا طغوا وتجبّروا= حلّت بهم نقم له ووباء
إرم العماد أصابها من ريحه = ريح عتت وتصرصرت وفناء
وثمود لمّا كذّبت قد أهلكت = وبصيحة أخذت وكان دهاء
فرعون قد أزرى به في يمّه= لمّا طغى لا طوقه ونجاء
وسدوم دمّرها بصبح أهلكت= لمّا فشا خبث بها وزناء
والماء دمّر قوم نوح جملة = ثم التقى موج له وسماء
يا منكرا هذا الذي سرد الإلـــ=ــه مفصّلا للعالمين نداء
أنّى تماري في كرونة إذ فشت = والموت قد عمّ الورى ووباء؟
هذا الذي ذكر النبي محذرا = في قوله نصح لنا ووقاء
يا ربّ تال للكتاب بلا هدى = أنى له مستصحب وشفاء ؟
هذي نصيحة إن أردت نصيحة= ما قد زعمت سفاهة ومراء
هلاّ رجعت إلى الصواب تقرّه = إن النهاية شيبة وثواء
أمن الضراعة ساخر مستنكف = تب ويح أمك غافل وهباء ؟
وشويعر طرق القريض تطفّلا = أنى له فيما يقول رواء ؟
يهجو الكرام وقد عدا مستكبرا = والهجو منه ضغينة وعداء
حاز المذمة بالهجاء وناله = ذم قبيح جبّة ورداء
أما الكرام فبالإله يقينهم = يدعونه وبه يرد بلاء
فالحمد لله العلي بما قضى = سبحانه وعلى الدوام ثناء
ثم الصلاة على الحبيب وآله= تهدى لهم أشواقنا ووفاء