بيت من القش أغراني فأضحكني = فيمَّمتْ شطره في خطوها القدمُ
فراعني خلل في كل زاوية = وركنه الأجمل المذكورُ منهدمُ
وقد عجبتُ لزوارٍ إليه هفوا = كما يقول الذي للبيت يبتسمُ
ستون ألفا : زياراتٌ مزيفةٌ = ستون ألفا ويشدو باسمها القلمُ !
أين المحاسنُ تبديها مجالسُه = وفي مباهجها الزوار قد نعموا
هنا سلالٌ بلا زهو مبعثرةٌ = جافى نضارتها الإهمال والعُدُمُ
وللمداخلِ أبواب مهشمة = تغشى جوانبها الهَبْوات والغُمَمُ
وقفتُ أسأل أين اليوم ساكنها = فلم يجبني بها أهل ولا خدمُ
وقد عزمت على توديعه وإذا = بالفأر يعلن أن الأمر منحسمُ
أنا الذي قد جعلت الصفرَ أربعةً = على أيامِن ستٍ مالهــا حشمُ !
فأصبحتْ هكذا في رونق حسنٍ = ستين ألفا لها من حسنها سيمُ !
فلا تلوموا يدي خطَّت أناملها = فعروة العدِّ بالأصفارِ تلتئمُ !
لكنني لمت نفسي بعد ورطتها = فالقارئون لقد ملوا وقد سئموا !
لايلزم الشعر دلاَّلٌ لينشره = فليس في السوق شعر بات ينبهمُ
بضاعة المرء تأتي الناس عارية = فكيف يخفى على إدراكهم كلمُ ؟
هيا اكتبوا ، نوِّعوا ، فالناسُ تألفه = إن فاح بين ثنايا الأحرف العنمُ